الخميس: 23/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

تصاعد اعتداءات المستوطنين وتعزيز الوحدة والانتخابات

نشر بتاريخ: 12/02/2021 ( آخر تحديث: 12/02/2021 الساعة: 17:11 )

الكاتب: ربحي دولـــة

تتصاعدُ هجمات المستوطنين وما يُعرف بـ "شبيبـة" التلال الدموية بحق أبناء شعبنا وبحماية مُباشرة من جيش الاحتلال، في سابقة لم تشهدها محافظات الوطن من قبل في جُرم تدعمهُ حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يسعى للبقاء في رئاسة الحكومة لأطول فترة في اسرائيل.

إن ما تنفذه تلك العصابات من سـرقة للأراضي وتقطيع الاشجار وبشكل ممنهج يدل على هذا الكم الكبير من الحقد

والكراهية بحق كل ما هو فلسطيني، ناهيك عن التمييز العنصري بحق ابناء شعبنا في الداخل، هذا النهج العنصري الذي أسسته الحركة الصهيونية.

دولة الكيان التي تأسست على الحرب والعدوان مؤلفة من عصابات صهيونية جاءت من شتى بقاع العالم لتغتصب أرضنا وتعتدي على شعبنا بكل الوسائل، هي تعمل الآن للسيطرة على المزيد من أرضنا من خلال "فرض الأمر الواقع"، في أي حل قادم قد يُفرض من خلال تسويات سياسية تلوح بالأفق .

بالأمس القريب قامت حكومة الاحتلال بمحاولة تزوير التاريخ من خلال تغيير الشواخص التي تدل على عربية وفلسطينية في بعض أحياء مدينة الخليل واستبدالها بعنوان يشير الى ما يسمى الأحياء اليهودية، هذه المدينة الكنعانية الأصيلة والتي منذ بداية التاريخ بُنيت على يد العرب ولا يوجد اي حق للمستعمرين فيها.

مسلسل التهويد وتغيير الحقائق مستمرٌ من خلال ممارسات هذه الحكومة العُنصرية والتي رأس هرمها يُحاكم بتهم الرشوة والفساد، فماذا تتوقع من عصابات هذه الحكومة إلا الفساد.

لقد تمادى قُطعان المستوطنين في تصرفاتهم بحق شعبنا ومقدراته، فبعد أن قام أحد القتلة الصهيونيين باغتيال الشهيد خالد نوفل في منطقة جبل الريسان الذي يحاول المستعمرون إقامة مستعمرة لهم عليها، قام حاقد بدهس عامل فلسطيني عاد من مكان عمله لبيتهى في كفل حارس، فيما قام آخر بدهس مجموعة من أبناء شعبنا اثناء قيامهم بنشاط المسير في ربوع الوطن وفي منطقة عين البيضاء.

أرى أن الرد الحقيقي على كل هذه الممارسات يكمُنُ بتوحيد الصف الفلسطيني وتكوين جبهة وطنية واحدة موحدة لحماية أبناء شعبنا من اعتداءات المغتصبين والذين يقف خلفهم حكومة القتل والعنصرية التي طالما نادت بقتل الفلسطينيين والخلاص منهم .

إن التحركات الأخيره لكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي والتي توجتها لقاءات القاهرة بالتوافق بين الجميع على طي صفحة الانقسام الى الأبد والتوجه نحو صندوق الانتخابات لترتيب البيت الداخلي مُتفقين على مبدأ الشراكة الحقيقية، مهما كانت نتيجة الانتخابات لهي خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تقوية الجبهة الداخلية والتي ضعفت نتيجة الانقسام والتي سمحت أيضاً لحكومة الاحتلال وقطعان المستوطنين بالإمعان في الاعتداءات على شعبنا ومُصادرة أراضيه وإقامة مُغتصبات جديدة وتسمين الموجود منها من اجل فرض سياسة الأمر الواقع للهروب من الاستحقاقات الفلسطينية وفق كل الاتفاقات التي وقعت والتي جاءت وفق القرارات والمرجعيات الدولية.

من هنا أرى أن المطلوب فعلياً ترجمة كل اللقاءات والتفاهمات على الأرض لأن شعبنا يعول كثيراً على الوحدة وينتظر الكثير من النتائج الايجابية من أجل تغيير الواقع الصعب الذي نعيشه نتيجة الحصار والسيطرة المُطلقه على معظم مواردنا، ما مكنها من ممارسة سياسة الابتزاز بحق شعبنا وقيادته.

شعبنا قادر على إحداث التغيير وإعادة الروح الى كل مكوناته كي نُعيد المغتصبين الى جحورهم حيث كانوا عندما كان جنرالات شعبنا يُسيطرون على الميدان ويفرضون على قطعان المستوطنين حظر التجوال في شوارعنا وليس هذا ببعيد بفعل شعبنا الذي يقف خلف قيادته في مواجهة كل التحديات وصولاً الى الدولة المستقله وعاصمتها القدس الشريف .

• كاتب وسياسي