الخميس: 23/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

المؤسسات الأهلية هي السلطة الخامسة لمكانتها المهمة..

نشر بتاريخ: 14/02/2021 ( آخر تحديث: 14/02/2021 الساعة: 15:20 )

الكاتب:

المؤسسات الأهلية هي السلطة الخامسة لمكانتها المهمة في المجتمعات ودورها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية

يعيش العالم منذ أكثر من عام ظاهرة انتشار فيروس كورونا، فالمؤسسات الاهلية إن صح التعبير عنها انتشرت كالهشيم بسرعة مطردة في السنوات الاخيرة، وساعد في ذلك التطور التكنولوجي العالمي الذي طال مختلف جوانب الحياة كل ذلك ارتكز على ثلاثة عناصر رئيسية: الأول: شبكة الاتصالات الواسعة المترامية النطاق، والثاني: حجم المعلومات المتزايد و المتدفق بلا حدود، والثالث: امتزاج تكنولوجيا النقل والاتصالات والمعلومات معاً.

ومن ذات النهج فإننا نؤمن بأن نتعلم لنكون في هذا الزمن الكوني والذي لا ينتظرنا لنتغير، ونؤمن أيضا بالتغير في العنصر البشري الذي يعتبر حجر الزاوية في عملية التطوير داخل المؤسسات الاهلية، ونعني بذلك قيادة الجهد المخطط والمنظم لتحقيق أهداف التغيير من خلال توظيف الموارد البشرية والإمكانيات المادية والوسائل الفنية والتقنية المتوفرة في المؤسسات الاهلية رغم قلة توافرها، خاصة ما نعيشه في ظل جائحة كورونا وحالة الانقسام الفلسطيني الذي أدى إلي خفض التمويل الدولي للسطلة الوطنية الفلسطينية وبالتالي الي المؤسسات الاهلية.

فالمؤسسات الاهلية في فلسطين من أهم القطاعات الفاعلة في المجتمع المدني الفلسطيني. حيث تلعب دور حيوي وفعال في إطار تنشيط الحراك الديموقراطي داخل المجتمع الفلسطيني، فهي أهم قنوات المشاركة الشعبية، و هي البنية التحتية التي تؤسس لأن تكون الديموقراطية نظاما للحياة، وأسلوباً لتسيير المجتمع.

ان زيادة حجم ودور المؤسسات الأهلية في فلسطين جاء نتيجة لأزمةالانقسام وأزمة العمل الوطني وعدم وضوح الفكر المستقبلي، حيث يوجد أزمة عزوفللمثقفين عن العمل السياسي، وحيث لا يوجدسياسة بدون عمل حزبي، وفي فترة أزمة العمل الحزبي بشكل خاص تزداد الحاجة إلى مثقفين، وهروب هؤلاء بما يسمى بالمنظمات الأهلية وغيرها هو هروب مأزوم وخطير جداً.

إذاً فالاتجاهات الحديثة الان توضح لنا دور المؤسسات الأهلية وأهمية المورد البشري (الشباب) لعملية التغيير على أنها التوجه السائد لتطوير وتغيير أسلوب ومفاهيم العمل التقليدي في المؤسسات الاهلية الفلسطينية، وبالتالي الاستجابة بطريقة أفضل ليكون لها دور كبير خاصة في الانتخابات التشريعية القادمة 2021، وهذا يعني أن التغيير هو في الأساس عملية قيادية بالدرجة الأولى، وهي قوة تُؤثر في المجتمع و تحثهم على أن ينجزوا أهدافهم بكل كفاءة، وبذل قصارى الجهود المستمرة لتطويرها بما يؤدي الى تحقيق الاهداف.

و يجب علينا أن نملك معرفة أن الإرادة لوحدها لا تغير أو تطور ما هو موجود أو قائم ولكن نحن الذين نستطيع أن نغير ونطور، إذن فمن المهم في مجتمعنا الفلسطيني أن نركز على الشباب طالما هو الأساس وهو الطاقة للتطوير والإبداع والتقدم.

إن هذا يُلقى بتحدٍ أساسي للمؤسسات الاهلية، يتمثل في تطوير المؤسسات الأهلية التي تأخذ في اعتبارها استعداد الشباب، في أن يطور ويراجع خططها وأهدافها وأدواتها لتتوافق مع الاتجاهات والسياسات الحديثة للمؤسسات الاهلية بعد أن كان دور المؤسسات الاهلية يمثل دور المشاهد والمراقب في الانتخابات التشريعية عام 2006م دون أي تأثير كبير في توجهات ونتائج الانتخابات وإن جاز لنا التعبير أن الاعلام هو السلطة الرابعة فان المؤسسات الاهلية السلطة الخامسة لمكانتها المهمة في المجتمعات.