الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في أعراف الأحزاب الحاكمة ، هناك دوائر قوية ومتينة تلتف حول القائد وتصبح هي صاحبة القرار الأول لا يمكن تجاوزها ، ولا يمكن القفز عنها .
وفي منظمة التحرير التي قادت الشعب الفلسطيني نحو سبعين عاما ، هناك صورة واضحة لمستويات القرار تتدفق تلقائيا لتنتج كل مرة ممثلين عنها للقيادة .
الأمراء...
وهم المؤسسون ، وقادة التنظيمات وعلى رأسها تنظيم فتح في العالم وفي سجون الاحتلال . وهؤلاء هم الورثة الشرعيون للمنظمة ولا يمكن الاستغناء عنهم حتى لو أراد البعض ذلك . فهم الغطاء الشرعي والقانوني للمنظمة ولا يمكن تجاوزهم . سواء رغبوا في الحكم أو لم يرغبوا . ومعهم المحاربين القدامى وفرسان فتح في كل معاركها .
الخلفاء..
وهم الذين يرون في أنفسهم خلفاء للحكم بدافع المنصب آو الاتفاق أو ممثلين عن تيارات داخل الحركة ( الجنرالات الأقوياء - أصحاب النفوذ - الجنرالات العسكريين - أعضاء اللجنة المركزية الحاليين أو السابقين - رؤساء الوزراء - أعضاء اللجنة التنفيذية ) . ويعتمد هؤلاء على الترشيح التلقائي لأنفسهم ، كونهم لا يزالون في موقع القرار المالي والأمني والسياسي والتنظيمي .
الخلعاء..
من بينهم قادة كبار وعمالقة في العمل ، ولكنهم ابتعدوا لسبب ما عن عن دوائر القرار ، أو تم استبعادهم على يد التيار الحاكم في مرحلة ما. والمنظمة وحركة فتح ربما هي الوحيدة من بين حركات التحرر في العالم لم تمارس " اللعنة الأبدية " . وأحيانا تعيد إنتاج القيادات بحسب الظروف الدولية والإقليمية والمحلية . وأبو مازن نفسه ابتعد لفترة بعد أن استقال من رئاسة الوزراء . ، ولكن عرفات عاد واستقربه في آخر أيامه وحصل على إجماع من قيادة فتح ليتولى منصب الرئاسة لمنظمة التحرير وللسلطة .
" والخلعاء" ليسوا الطرف ألأضعف . و" الخلعاء" ليسوا فقط من صفوف القيادة العليا وإنما هناك جيوش من المستنكفين والمجمّدين والغاضبين والمطرودين والمهاجرين والذين أبعدوا أنفسهم وربما الذين يعودون عند مؤتمر ليعيدوا إنتاج أنفسهم .
ومن وجهة نظري أن منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح لا تزال هي السهل الممتنع . وقد يعتقد المستشرقون أحيانا ، أنها حركة مستباحة يدخلها من يشاء ويخرج منها كيفما يشاء . ثم يتضح لاحقا أن المنظمة لا يمكن أن تتخذ قراراتها إلا من داخل تنظيماتها ومن داخل مؤسساتها .