الكاتب: روان فرحات
أودّ الاعتذار لنفسي عن كل لحظة لم أكن فيها المرأة التي أنا هي الآن، ولكل امرأة تنتظر الثامن من آذار من اجل عطلة رسمية لا من أجل المطالبة بحقوقها...
في الثامن من آذار لماذا لا تخرج المؤسسات والقيادات النسوية وكل النساء ويرفضن العطلة ويطالبن الدولة ومؤسساتها وحكومتها والأحزاب السياسية بوقف التمييز المجتمعي ضدهن والتمييز في القوانين والتشريعات وفرص التعليم والعمل.
العطل الرسمية غالبا ما تكون من أجل الاحتفال بإنجاز تم تحقيقه، فما الذي نريد الاحتفال به؟
ليس انتقادا أو مزايدة، لكن دفن الرأس في الرمال لا يغير من الواقع شيئا؛ ما زلنا نعنف ويميز ضدنا ويتم تغييبنا عن الحياة السياسية ومراكز صنع القرار، فحتى اللحظة يتم التعاطي مع مشاركة المرأة في الانتخابات علي أنها استحقاق عددي علي القوائم! وليس لأنها قادرة وتستحق، المرأة الفلسطينية وصلت لعضوية مجلس النواب ومجالس الولايات المحلية في أمريكا وفي بلادنا ما زالت الوظيفة الشاغرة لها لملئها هي: وظيفة ربة البيت، الزوجة والأم! نعم لكن المرأة أيضا أكثر من ذلك، هي منتجة؛ تريد أن تكون شاعرة، كاتبة، عالمة، مغنية، طبيبة، معلمة أو ربة بيت لكن باختيارها وليس لأن الثقافة الذكورية السائدة هي من تحدد دورها. ما زال هناك عنف أسري، المرأة ضحية له، وعنف مجتمعي، المرأة أيضا تدفع حياتها ثمنا له. نعم إننا نقتل في مجتمعاتنا ولا يغير موتنا من الواقع شيئا!
لا أريد إقناع أحد بأي شيء، لكن الإحصائيات للعام 2020 عن العنف والظلم المضاعف الذي تعايشه المرأة الفلسطينية في ظل الظروف الصعبة وتحديدا فايروس كورونا وتبعاته عليها لا تقول إننا بخير؛ فقد فقدت 15 سيدة/ فتاة حياتهن وأكثر من 40% من النساء تعرضن لعنف نفسي 54% منهن أمهات.
لماذا العطلة اذن؟ ومن اجل ماذا؟ هل هكذا تكرم الأمم نسائها؟ تصمت حكوماتهم عن الظلم والقهر والتمييز والقتل والعنف ضد المرأة وتنتظر يوما لتعلنه عطلة رسمية تكريما لها؟ هل هذا ما نريده من دولتنا في الثامن من آذار ومن أنفسنا كنساء؟
أنا في الثامن من آذار سأعمل أكثر، سأصحو السابعة صباحا استقبل الفرح والنهار مع عائلتي، اتصفح بريدي الالكتروني، البس أجمل فساتيني واتوجه للعمل سأنجز كل مهامي لهذا اليوم.
سأتذكر كل النساء اللواتي اعرفهن واعرف معاناتهن والظلم الذي يعايشنه يوميا ومنهن من لا تقر بذلك وتنتصر للحزب الاخر الذي يعزز الثقافة الذكورية وكل ما يمكن ان يميز ضد المرأة... في الثامن من آذار سوف اتحدث عن النساء المختلفات والمتميزات واللواتي قلن بأعلى اصواتهن نحن هنا غير ناقصات ولا ضعيفات... وسأتحدث عن الرجال الرائعين الذين يؤمنون بالمرأة ودورها وشراكتها في البيت والعمل والمجتمع.
ببساطة البناء شاق والهدم هين، في الثامن من آذار فليكن شعارنا "العمل أكثر" فلنعمل من أجل دعم النساء وتمكينهن فالتغيير لا يتأتّى بالعطل والشعارات.