الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا تعمل الصين على استكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة؟

نشر بتاريخ: 11/03/2021 ( آخر تحديث: 11/03/2021 الساعة: 17:29 )

الكاتب:



بقلم السفير الصيني قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

اليوم الخميس الموافق 2021\3\11، صوت نواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني بأغلبية ساحقة في الدورة الرابعة للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، للموافقة على ((قرار استكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة))، وذلك يمثل خطوة مهمة أخرى لاستكمال النظام القانوني والسياسي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بعد وضع وتنفيذ ((قانون جمهورية الصين الشعبية بشأن حماية الأمن الوطني في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة)). فأود أن أتحدث مع أصدقائي الفلسطينيين عن أسباب الصين لاستكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
إن استكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة يهدف إلى حماية سيادة الصين وأمنها القومي ومصالحها التنموية. في يوليو عام 2020، اعتمد المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني قانون حماية الأمن الوطني في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، الأمر الذي يساهم في منع أعمال العنف في الشوارع واستعادة الأمن والحرية لأهالي هونغ كونغ. وتم اختيار الكلمة الصينية "الأمن" كلمة سنوية لهونغ كونغ في عام 2020، بما يعكس تطلعات أهالي هونغ كونغ إلى الأمن والأمان. لكن، مازال القلق يساور هونغ كونغ رغم تحوّل أوضاع فيها من الاضطرابات إلى الأمن والأمان، حيث تواصلت القوى المناهضة للصين وعناصر "استقلال هونغ كونغ" في محاولاتها لتحدي النظام الدستوري لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة باستغلال الثغرات في النظام الانتخابي الحالي، الأمر الذي يشكل خطرا وأضرارا لسيادة الدولة للصين وأمنها ونمائها. لذلك، إن الصين لا بد من اتخاذ القرار على المستوى الدستوري لاستكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، إحباطاً لمحاولات القوى الخارجية لتقسيم الصين.
إن استكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة يهدف إلى تنفيذ مبدأ "حكم هونغ كونغ من قبل الوطنيين". يمثل الحكم من قبل الوطنيين أعرافا دولية وأخلاقا سياسيا أساسيا للموظفين العموميين. لا يُسمح لأي شخص يتخذ موقفا ضد وطنه وأمته أن يتولي السلطة في أي بلد من بلدان العالم، ناهيك عن الذي يقوم بانفصال الوطن ويمارس الأنشطة المتعلقة به. في هذا السياق، إن تنفيذ مبدأ "حكم هونغ كونغ من قبل الوطنيين" ليس متطلبات واقعية لتطبيق مبدأ "دولة واحدة ونظامان" والحفاظ على الأمن والأمان الدائمين لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة فحسب، بل يمثل خطوة مشروعة لحماية سيادة الصين وأمنها القومي ومصالحها التنموية أيضا.
إن استكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة يهدف إلى ضمان استقرار وازدهار هونغ كونغ. كما تعاني منطقة الشرق الأوسط من ويلات الحروب والصراعات منذ أمد طويل، التي أثارتها بعض القوى الخارجية من أجل مصالحها الخاصة، مما يتسبب في الاضطرابات وصعوبات الحياة. هذه القوى الخارجية نفسها استخدمت هونغ كونغ "كأداة" لتحقيق مصالحها السياسية، وقامت بتدريب وكلائهم ودعم أنشطة العنف غير القانونية على نحو جامح، مما يؤدي إلى تقويض خطير للاستقرار الاجتماعي ومعيشة أبناء الشعب في هونغ كونغ. تقع على عاتق الحكومة المركزية الصينية مسؤولية لاستكمال النظام الانتخابي في وقته للحفاظ على الأمن والأمان الدائمين في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
إن جهود الصين للحفاظ على استقرار وازدهار منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة تحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي. في الدورة ال46 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة التي عقدت في 5 مارس الجاري، ألقى مندوب بيلاروس خطابا مشتركا نيابةً عن 70 دولة، مؤكدًا فيه مجددًا على دعمها لتطبيق الصين مبدأ "دولة واحدة ونظامان" في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وموضحًا أن شؤون هونغ كونغ تندرج في شؤون الصين الداخلية ولا يجوز التدخل فيها من أي جهة كانت. وبالإضافة إلى ذلك، دعمت أكثر من 20 دولة أخرى المواقف والإجراءات الصينية المتعلقة بهونغ كونغ خلال خطابات ألقاها مندوبوها في اجتماع المجلس. إن صوت العدالة من الدول النامية الغفيرة دلالة على أن الحقيقة أبلغ من الكلام والإنصاف في قلوب الناس.
الشجرة لا تزدهر بدون جذور عميقة. إن الصين تلتزم بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" و"حكم هونغ كونغ من قبل أهل هونغ كونغ" والدرجة العالية من الحكم الذاتي. وإن استكمال النظام الانتخابي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة سيضمن بشكل أفضل الحقوق والحريات التي يتمتع بها أهالي هونغ كونغ وفقًا للقانون، ويعزز استقرار وازدهار منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة على مدى طويل، ويطبّق مبدأ "دولة واحدة ونظامان" على نحو أكثر استقرارا واستمرارا.