الكاتب:
الكاتب: رئيس تحرير وكالة معا د. ناصر اللحام
على عكس المرات الماضية ، يتصرف نتانياهو بأريحية تامة في الحملة الانتخابية الراهنة . فهو يسيطر على قواعد اللعبة أكثر من كل المرات الماضية ، ويظهر شخصية فكاهية خلال زيارته لمضارب لبدو في النقب أو التجمعات العربية الأخرى . وبات يعجبه كثيرا أن بعض العرب ينادونه ( أبو يائير ) .
ورغم أن الجمهور الإسرائيلي غاضب جدا من تكرار الانتخابات للمرة الرابعة ، إلا أن نتانياهو ينجح في تحويل الأزمة إلى الأحزاب والكتل المنافسة . فهو يتلاعب بالكتل الصهيونية بالشكل الذي يريد ، وصولا إلى تهديد المرشحين العرب وبينهم حليفه منصور عباس أنه سيحصد أصوات العرب من تحت انف القوائم العربية .
على الجهة المقابلة تبدو الانتخابات الفلسطينية أصعب مما توقعها المراقبون . ويبدو الجميع راغبا في التغيير بشرط أن لا يطوله هو هذا التغيير . القيادة الراهنة ترغب في التغيير لتجديد شرعيتها ، والمعارضة ترغب في التغيير لتأخذ مقود القيادة بيدها .
ونشأ من بين صفوف القيادة القديمة معارضة متحمسة صدمت الجميع ، ونشأ من بين صفوف المعارضة موالين لم يكن يخطر ببال أحد أنهم سيجددون البيعة للقيادة القديمة .
مخاض عسير سببه تأخر الانتخابات كل هذه السنوات وفقدان الجمهور الثقة بالنظام السياسي كله . فلو كانت الانتخابات تجري كل أربع سنوات لما كانت الأوضاع بهذه الصعوبة .
وقبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية ، وقبل شهرين من الانتخابات الفلسطينية . صار الشك أقوى من اليقين ، وتداخلت الألوان في بعضها ما يخلق قلقا ويزرع توترا في كل المحافظات .
الماكينات الإعلامية الحزبية تعمل بشكل شديد ، وكل طرف يبث ان الطرف الآخر خائف من الانتخابات .
والحقيقة أن جميع القوى والأطراف تخشى نتائج الانتخابات . فلا احد يضمن نفسه . وجميعهم يعرفون انه في حال جرت انتخابات حرة ونزيهة فان النتائج لن تكون في جيب أي طرف .