الكاتب: ربحي دولــة
نقترب يوماً بعد يوم الى الاستحقاق الانتخابي الذي طال انتظاره، حيث بدأ الحراك الانتخابي مُنذ اللحظة الاولى لإصدار الرئيس محمود عباس المرسوم الذي حدد 21 أيار القادم موعداً للانتخابات التشريعية تليها الرئاسية ومن ثم المجلس الوطني .
بدأت كافة التنظيمات السياسية التحضير لهذه الانتخابات وكذلك العديد من المجموعات التي أعلنت أنها ستُشكل قوائم مُستقلة من أجل الدخول الى المجلس التشريعي تحت شعار اجل التغيير، والجميع يحمل هذه الشعارات وكأن مكونات النظام السياسي الفلسطيني من خارج الكوكب ! .
نعم ننتظر جميعاً تغيير الحالة والظروف التي نعيشها جراء الممارسات الاجرامية التي يُمارسها علينا الاحتلال الذي يُحاول إبعاد شعبنا عن قضيته الأم وهي قضية التحرير والاستقلال الذي طالما ناضل شعبنا وقدم الاف من الشهداء وعشرات الاف الاسرى والجرحى وفي ظل غياب المجلس التشريعي عن القيام بواجبه نتيجة حالة الانقسام الذي حصل بين شقي الوطن الذي دفعنا جرائه ثمناُ باهظاً، ويكفي أن الاحتلال أخذ من هذا الانقسام ذريعة كي يتنصل من كل الاستحقاقات التي يجب عليه تنفيذها وصولاً الى الدولة المُستقلة بعد خمس سنوات من إنشاء السلطة الوطنية.
نعم ننتظر انتخابات لتحصين بيتنا الداخلي وتكوين جبهة وطنية عريضة تضم الكل الفلسطيني من أجل التصدي لكل ما يُحاك ضد قضيتنا وشعبنا. نعم انتخابات تهدف الى تحصين البيت الفلسطيني وتعزيز قوته هذا ما نحتاجه، حيث يجب علينا الانتقال من العمل ضمن ردات فعل لا تُسمن ولا تُغني من جوع الى مرحلة الفعل الموحد القوي لفرض الحلول على دولة الاحتلال وفق رؤيتنا الفلسطبنية التي تحددها الأجندات الوطنية.
إن ما يشغل الشارع والحديث يطول هو حول موضوع ترشح الأخ القائد مروان البرغوثي سواء للرئاسة او للمجلس التشريعي وعن امكانيته الخروج عن قرار اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يشكل أحد أعمدتها
وأيضاً عـن موضوع تشكيل قائمة مشتركة بين فتح وحماس.
إن كل ما يدور الحديث عنه لا قيمة له إذا لم تكن النوايا لدى الجميع صادقة وخالصة اتجاه الوطن والقضية، ومن هنا أريد أن اؤكد مسألة مهمة جداً لما يخص القائد مروان البرغوثي : فإنه مهما بلغت حجم الخلافات داخل أروقة اللجنة المركزية حول شكل القائمة وترتيبها ومرشحيها فإنه لا يُمكن لشخص قدم التضحيات الجسام من خلال هذه الحركة أن يُساهم في إضعافها أمام خصومها السياسيين وبالتالي إضعاف دورها الوطني وسيكون جزء لا يتجزء من قرار حركة فتح الموحد بخوض هذه الانتخابات ضمن قائمة فتحاوية قوية مقبولة على الشارع الفلسطيني وقادرة على الفوز بهذه الانتخابات لتُشكل فتح كما كانت القوة الكبيرة في تركيبة النظام السياسي الفلسطيني بالشراكة مع كل مكونات القوى التي تفرزها هذه الانتخابات.
اما فيما يتعلق بموضوع القائمة المشتركة فانه لا داعي لتشكيلها طالما ان الجميع اتفق على العمل بشكلٍ مُشترك وجماعي بعيداً عن التفرد بالحكم لأن لكل تنظيم جمهوره الخاص الرافض لموضوع الشراكة في قائمة واحدة وأن التلويح حول الذهاب الى تشكيل قائمة مشتركة ليست إلا مناورات انتخابية لا ترتقي الى مستوى التنفيذ .
نعم نريد من كل التفاهمات واللقاءات التي حصلت مؤخراً في القاهرة أن تطبق على أرض الواقع من أجل الخلاص من حالة الانقسام الى الأبد وصولاً الى تشكيل جسم فلسطيني قوي يضم الجميع يعمل ضمن برنامج نضالي وسياسي واحد هدف الوحيد هو تحصين الجبهة الداخلية وصولاً الى الخلاص من الاحتلال للعيش في ظل دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس ودون ذلك ستضعف فرص التخلص من الاحتلال وكل تبعاته وسيتلاشى حلم الدولة وسيتعاظم الانقسام ويتوغل الاحتلال ويُمعن في ممارساته بحقنا.. لنتخذ من هذه الانتخابات فرصة أخيرة لتحقيق الوحدة الوطنية والعمل معاً مهما كانت النتائج .