السفير حكمت عجوري
لا ادري اذا كان قد تم عمل دراسة ميدانيه فتحاوية لمعرفة ما اذا كان قد حصل اي تغيير في اتجاه الريح الانتخابية منعا لتكرارالهزه التي عصفت بحركة فتح في انتخابات سنة 2006 .
استطلاعات الراي المستقله غير مطمئنه بشكل عام بالرغم من ان هامش الخطأ فيها يبقى مرتفع بسبب عدم ثقة المُستَطلَع رايه بالمستَطلِع لان ثقافة استطلاعات الراي ما زالت غريبة بعض الشيء على الادب الانتخابي الفلسطيني ولنا في استطلاعات الانتخابات السابقة خير دليل.
ما يرشح على السطح يوحي بان الدراسة لم تتم وان التغير الوحيد الذي حصل هو هذا الاقبال الكبير من قبل الناخبين على مراكز التسجيل بالرغم من الجفاء القائم والملحوظ ما بين الشارع وبين قيادات القطبين الحاكمين المتنافسين فتح وحماس وهو ما ينذر بان النتائج ستكون لغير صالح اي من القطبين بالرغم من كل ما نسمعه من نوايا حسنه من بعض القادة من الطرفين والتي تتنافى مع ما يتم تناقله عبر وسائل التواصل كتلك المكالمة التليفونيه التوبيخية التي اجراها ابو مرزوق القيادي في حماس مع مسؤول حركته في لبنان لمجرد محاولته في بناء جسور مع حركة فتح ورئيسها وهو ما يؤكد على قناعتي الشخصية بان حماس ما زالت تحلم وتعمل على ان تكون البديل لحركة فتح ولم يحدث ما يثبت عكس ذلك.
بدليل ان الانقسام الذي قسم ظهر المشروع الوطني ما زال قائما بل ويتعمق ويتعزز يوما بعد اخر وقد اصبح له امراء ومنتفعين ليس فقط في غزه وانما في كل مكان يوجد فيه اعوان لاسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وذلك بسبب ان الانقسام وتعزيزه وتعميقه هو مصلحة استراتيجية لصالح المحتل الصهيوني كونه اي الانقسام يقف سدا منيع امام اي امكانية لقيام الدولة الفلسطينيه المستقله ذات السياده على حدود الرابع من حزيران وذلك بالرغم من القرارات لصالح ذلك وحق تقرير المصير للفلسطينيين التي صدرت عن منظمة الامم المتحدة ومؤسساتها التي تشكل الحاضنة المعتمده للشرعية والقانون الدوليين.
من هنا تبرز اهمية وضرورة توظيف كل الوسائل الممكنه للاستفادة من الانتخابات التشريعية واستخدامها هذا ان حصلت من اجل حماية المشروع الوطني الفلسطيني والا فلا داعي لهذه الانتخابات وهذه اللاداعي قد تبدو افضل هذه الوسائل في ظل ما آلت اليه الامور.
وذلك بالرغم من ادراك مسبق بان المشروع الوطني الفلسطيني هو الابن البيولوجي لحركة فتح وحاضنته هم ابناء هذه الحركة وانصارها من كل الوطنيين الشرفاء من ابناء الشعب الفلسطيني الذين اثبتوا وعلى مدار السنين السابقة انهم كانو وما زالو دعائم اساسية لمنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحراس مسيرتها ومسيرة فتح ، وهو ما يجعل من حركة فتح فصيل ملك خالص للشعب الفلسطيني وهذه الحقيقة هي الثابت الوحيد في مسيرة هذه الحركة.
حسابات الحقل والبيدر اذا ما جاز لنا التعبير في الانتخابات الفلسطنية القادمه لا تخضع لنفس حسابات اية انتخابات اخرى في اي بلد اخر اذ يكفي انها تجري تحت حراب الاحتلال العدو الاول للديمقراطية و لمشروعنا الوطني، وهو ما يجعل من طموحات الناخب الفلسطيني تحت الاحتلال هي ايضا مختلفة ومتنوعه وهي التي تتراوح ما بين لقمة العيش الكريم وتحرير الارض التي يقف عليها وتحريره هو نفسه من العبودية المفروضه عليه من قبل محتل صهيوني عنصري غير انساني وذلك حتى يتمكن هذا الناخب من العيش بكرامة على ارض هو سيدها وليس عبدا لاحد فيها الا لخالقه.
فتح في الانتخابات السابقة خسرت امام حماس لاسباب يبدو وبحسب استطلاعات الراي وحديث الشارع الذي تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي اضافة الى ما يُستَشف من اصحاب الراي والنخب انها اي الاسباب ما زالت قائمة وخصوصا فيما يتعلق بالفساد والمحسوبية والاهم هو غياب اي رادع للاحتلال المستبيح اليومي للبشر والحجر في فلسطين تلاه استسلام لهذا الامر الواقع بدليل ذهاب الايدي العامله التي تشكل وقود المقاومه بكل اشكالها للعمل المهين في السوق الاسرائيلي والاستيطاني.
في المقابل وبعد انقلاب 2007 وتداعياته و انهيار البرج الرباني لحماس الذي اعتكفت في داخله طيلة السنين التي سبقت الانتخابات، بعد هذا الانقلاب انكشفت حقيقة حماس ليس فقط في انها جزء من تنظيم اخواني عالمي كل ولائها له وليس لفلسطين في ذمة حماس مكان اكثر من سواك اسنان كما قال احد قادتها الذي يبدو ان الله انطقه حتى تنكشف الحقيقة لكل الذين انخدعوا بحماس والذين عانوا الامرين وما زالو تحت حكم حماس وانما ايضا انكشفت حماس في كونها خميرة جيدة لمفسدة السلطة والحكم بكل اشكالهما وهذه حقيقة طالما حاولت حماس وما زالت اخفائها تحت غطاء المقاومة الاسلامية.
ما سبق يعيدني الى ما بدأت به حول الدراسه الميدانيه التي لو حصلت لوفرت علي الخوض في هكذا موضوع شائك بل ومليء بالاشواك وكلي امل ان لا يُخرج احد موضوع المقال هذا من سياقه حيث القصد من هذا المقال هو مساهمه فتحاوية فردية من قبل عاشق لفتح حتى ولو من جانب واحد وذلك بهدف قرع ناقوس الخطر الذي ارى انه يتهدد المشروع الوطني الفسطيني الذي تجسده فتح كما اسلفت والذي ما زلت كملايين غيري من المطالبين بالحق الفلسطيني جميعنا نحلم وننتظر لنرى مشروعنا الوطني مجسدا دولة مستقله ذات سياده على ارض اجدادنا وهو الذي انطلقت فتح ونحن معها ولم نهتف لغيرها من اجل تجسيده.
الجديد الوحيد في هذه الانتخابات كما اسلفت هو هذه الطاقة الانتخابية غير المسبوقة وقد وصلت الى اكثر من 93% من سقفها وهو ما يعني انه ومن غير المعقول ان هذه الطاقة ستذهب هدرا وعليه فان الناخب سيفرغها بما يخدم طموحاته التي تتعارض وبدون شك مع حقيقة الامر الواقع ، هذه الانتخابات سيوظفها الناخب باستخدام صوته لتغيير هذا الواقع والا لما كلف هذا الناخب نفسه العناء بالذهاب الى دوائر التسجيل. ومع اننا مع هذا التوجه في تغيير الامر الواقع قلبا وقالبا ولكن ليس الى واقع مجهول او ربما لا قدر الله الى واقع اسوأ.