الكاتب: وليد الشيخ
نحن الذين سنذهب الى مراكز الاقتراع ، كي نمارس فعلاً سيادياً خالصاً ومباشراً وحراً ، بإعتبارنا الشعب،مصدر السلطة وصاحبها ، نستغرب هذه "اللهفة الشرسة" تجاه اتفاق تصويت المقدسيين من خلال البريد الاسرائيلي، باعتباره اتفاقاً مقدساً لا يمكن التنازل عنه.
قد يكون من الأجدر أن يناضل الفلسطينيون من اجل الغاء فكرة تصويت المقدسيين من خلال البريد الاسرائيلي، باعتبار أن الصوت الفلسطيني الحر ، من أجل إختيار قيادة فلسطينية حرة، وقرار حر، لا يمكن أن يمر في ظل موافقة العدو ومن خلال بريده.
إن الحيثيات التي رافقت ذلك الاتفاق ( ان وجد مكتوباً) ، تختلف جوهرياً عن ما يحدث الآن ، إن مياها كثيرة جرت في النهر منذ عام 1996 ، ليس أخطرها إنتهاء فترة المرحلة الانتقالية أصلاً في ايار 1999 .
من جهة ثانية،إن القوائم كلها التي تقدمت للمشاركة في الانتخابات القادمة ، لم تتقدم على إعتبار أنها صاحبة برامج تحررية وطنية تسعى من أجل الوصول الى (سدة الحكم ) كي تغير شروط إدارة المعركة مع الاحتلال ، بل كي تحسن من شروط استمرار الحياة تحت الاحتلال.
الهزائم تبدأ أحياناً ، حين تعتقد القيادات أنها تستطيع أن تدرك مصلحة الناس أكثر من الناس ، وأنها حامية الوطن ومصلحته وإن على حساب المواطنين أنفسهم . حتى أن المواطن الذي يتمسك باجراء الانتخاب بإعتباره حقاً ، صار يقلق من أن يكون متساوقاً مع صفقة القرن دون أن يدري.
إن معرفة القيادات "بخفايا الأمور" يشعرها بالزهو ، الزهو الذي يأخذها الى المرتفعات ، فتستطيب الإقامة هناك ، وتنسى، فتواصل تلك القيادات الإستخفاف بعقولنا كما في موضوع تصويت المقدسيين ، لكن ما يثير الرعب أنها تواصل الإدعاء أنها تتحدث باسمنا ومن أجل مصلحتنا .
ربما يعود ذلك كله ، الى أن بعض القيادات لم تقرأ في حياتها سوى كتاب "سيكولوجية الجماهير".