الكاتب: د. نجيب القدومي
اعتاد شعبنا الفلسطيني على خوض غمار المفاجآت والمؤامرات والانشقاقات ، وكم تلقى الطعنات بالظهر ، وطالما غدر به الاشقاء واولاد العم حتى بعض رفاق السلاح ، ولكنه كان يخرج منها من تحت الركام ، سليما ، معافى ، منتصرا ... لماذا ؟ لأنه كان يحتمي برصيد هائل من الانجازات وبعشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى ، ومنهم شهداء لجنته المركزية والذين فاقوا الثلثين ، وما زالوا يحتمون بهذا الرصيد الذي يشكل مفخرة ثورية وملحمة بطولية عز نظيرهما .
اليوم يتكرر المشهد وتأتي الطعنة من الاشقاء وابناء العم وبعض رفاق السلاح ، بمفاجآت يصعب تخيلها ، فهل يعقل لمناضل امضى عشرين عاما صامدا في سجون وزنازين الاحتلال ولا يزال ان يشوه تاريخه المجيد وينهيه بتشكيل قائمة انتخابية تنشق عن حركته حركةفتح الأم ، فتح التي اعتزت بصموده وبادلته الوفاء بالوفاء اذ ابرزت بطولته وكافأته بما يليق بثائر ميداني لا يمكن ان يستمر بثوريته ولا يمكن له ان ينجح بتحقيق شعاراته الثورية التي كان ولا يزال يطلقها من سجنه اذا نجح بتقلد موقع سياسي حتى لو كان رئيسا ؟! مكانك أفضل ومكانتك فيه أعلى من كل الالقاب ، انت ثائر
وهل يعقل لمن خاله الرئيس الشهيد الثابت على الثوابت ياسر عرفات ان يسعى لتشكيل قائمة منشقة عن فتح الام ، فتح العاصفة ، فتح ياسر عرفات ، فتح التي يقول قادتها الاوفياء ( نشق صدورنا ولا نشق فتح )؟!!
هل يعقل لمن سلبوا غزة وتغاضت فتح الأم عن هذا السلب بل الاختطاف وفتحت معهم حوارات وتفاهمات ادت الى التنسيق معهم للخروج بحكومة وطنية تضم الكل الفلسطيني ولإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وعفا الله عن ما سلف ... أيعقل ان ينقضوا هذه الاتفاقات والتفاهمات وينحازوا الى المتآمرين على فتح الأم !! هل نسوا ( ان العهد كان مسؤولا )؟؟!
الشعب الفلسطيني الذي يتغنى ببطولته العالم ، ويعترف بكفاءته من جربه ، ويلقى الدعم والتأييد من الدول والمنظمات الثورية والدول الديمقراطية لا يمكن له ان يقبل هذا الوضع لأنه شعب حر ونقي ووفي ، وهذا الشعب كعادته دائما ، يفتح ذراعيه لكل هؤلاء ليعودوا ولكي لا يكونوا سببا في تغيير السمعة عن شعبنا حتى لو كانت جزئية صغيرة لا نقبلها ، ولا يكونوا سببا في اختلال الموازين الذي يضعف دور حركة فتح رائدة العمل النضالي وحاملة وحامية المشروع الوطني الفلسطيني .
ايها الاخوة وابناء العم ورفاق السلاح ،،، نأمل منكم ان يشدكم دوركم النضالي ، وان تشدكم ظروف الاهل في غزة ، وان يشدكم اسر الشهداء والاسرى والجرحى لتعودوا الى اصالتكم ووعيكم وتعلنوا عودتكم الى صف الوحدة لتحقيق الاهداف المرجوة ، عودوا الى الام التي تفتح ذراعيها لكم تنتظر عودتكم ونحن نعلم ان الخيل الأصايل تجود بالآخر ... وبعكس ذلك فعلى شعبنا ان يقول كلمته ولا مجال الآن لتصفية الحسابات الشخصية فنكرر مأساة انتخابات عام ٢٠٠٦، فكل المصالح والحسابات والتحفظات الشخصية تذوب امام مصلحة الوطن.