الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حتى لا تنخدع القيادات الفلسطينية بنفسها وتعتقد أنها فجرت انتفاضة القدس

نشر بتاريخ: 25/04/2021 ( آخر تحديث: 25/04/2021 الساعة: 11:30 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

إن الذي فجّر العنف في العاصمة المحتلة، وإن الذي يخطّط وينظّم المؤامرة ضد أهل القدس، هم نواة إيديولوجية من القتلة الإرهابيين اليهود الذين يحملون أفكار الحاخام المجحوم مئير كهانا والداعي إلى قتل العرب وطردهم إلى الأردن والى باقي الدول العربية .
إن الذي يحمي هؤلاء الإرهابيين ويوفر لهم السلاح والدعم المالي لسرقة منازل العرب في سلوان والشيخ جراح هو نتانياهو وحكومته ومحاكمه ونظامه العنصري المقرف الذي بلغ أدنى مستويات الانحطاط العنصري .
إن الذي يوفر لهؤلاء المجرمين القتلة الدعم القضائي والقانوني والبرلماني هم وزراء رسميون في حكومات اليمين الإسرائيلي .
إن المتطرف الإرهابي ايتمار بن جبير مجرد غلام تافه في مدرسة القاتل المجرم جولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الابراهيمي، وهو مستوطن حاقد في الخليل يدافع ليل نهار عن قتلة عائلة الدوابشة وقتلة الطفل محمد ابو خضير. وان حضوره إلى شوارع القدس ليس أكثر من حضور حشرة على شوارع المدينة الصامدة. وما كان بن جبير وغيره من الحثالات يتجرؤون على فعل التحريض والدعوات لقتل العرب لولا حماية الوزير بتسلال سموتريتش الذي يجلس مع نتانياهو والاخير يلهث وراءه ويتوسل الى حذائه ليصبح وزيرا في حكومته .
ان ما يحدث في القدس من جرائم بشعة ما كان يحدث لولا أنظمة التطبيع ولولا تهنئة بعض الأمراء السخفاء لإسرائيل بيوم اغتصاب فلسطين .

إن منظمة لاهافا (منظمة عنصرية صهيونية رخيصة تدعو الفتيات اليهوديات إلى عدم الوقوع في حب الشباب العرب بدافع الكراهية) . إن هذه المنظمة التي تأسست في العام 1999 وهي التي دعت قبل أيام الى حشد ألاف اليهود المسلحين في القدس وهتفوا (لنحرق لهم القرية) وهتفوا (الموت للعرب). تحظى بحماية نتانياهو وحكومته. وهم الذي قادوا الهجوم على منازل الشيخ جراح وافتعلوا الكراهية ضد العرب .
إن شرطة الاحتلال في القدس، ورئيس بلديتها الصهيوني، ومؤسساتها وأذنابها ومكاتبها. مجرد مؤسسات عنصرية وضيعة وبشهادة الصحافة العبرية، ووفق تقارير منظمات دولية ومنظمة بتسيلم للسلام في إسرائيل. هم الذين يستخدمون القوة المفرطة والمخالفات لقمع العرب ولم ينفذوا أية عملية احتجاز ضد اليهود المتطرفين المسلحين بالأسلحة النارية والذين يهتفون بالموت للعرب. وان كل تصريحات شرطة الاحتلال وحرس الحدود ومؤسسات إسرائيل هي تصريحات عنصرية ساقطة ومرفوضة .

نقطة قبل الأخيرة .. إن ما يحدث في القدس من عنصرية وكراهية ضد العرب لا يمكن إيقافه الآن. وبالتالي لا يمكن إيقاف انتفاضة الناس التلقائية ضد الكراهية وضد العنصرية. فقد غرقت إسرائيل في وحل العنصرية، ولم يعد في هذا العالم مكانا في العالم يتسع لقادتهم وجنرالاتهم سوى قفص محكمة الجنايات الدولية . مهما طال الزمن .

نقطة أخيرة .. القيادات الفلسطينية باتت أضعف بكثير من إشعال انتفاضة حقيقية. وان كانت تتحدث عن دعم هذه الانتفاضة فهي عاجزة قانونيا وماليا وسياسيا وجماهيريا وحتى إعلاميا عن دعم أهل القدس .
القيادات الفلسطينية ممثلة بجميع الكتل الانتخابية باتت كسيرة الجناح ومفلسة، صحيح ان لها موقف ايجابي من نضال الناس في القدس. ولكنها لا يمكن أن توقف قطار الأحداث، لأنها لم تعمل على دفعه. بل بحثت عن صيغة الحد الأدنى من التوسل والرجاء لقبول الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس. وأعتقد أنها جاهزة لتنسى كل الكراهية والعنصرية والتهويد ضد المدينة مقابل موافقة إسرائيل على إجراء هذه الانتخابات .