معتز خليل
لا شك أن قضية إعادة إعمار غزة باتت قضية مهمة ودقيقة ليس فقط على الساحة الفلسطينية ، ولكن أيضا على الساحة العربية ، وهو ما يمكم قرائته من خلال المطالعات الصحفية سواء العربية أو الفلسطينية على حد سواء.
غير أن اللافت إزاء هذه النقطة هو دخول الاتحاد الأوروبي في بؤرة الحديث عن هذه القضية ، حيث قال جوزيف بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد أن إعادة إعمار غزة تعتبر نقطة مهمة ، إلا أنه لا يتوقع من دول الاتحاد الأوروبي تمويل إعادة إعمار غزة مرة أخرى دون وجود احتمال حقيقي لحل الصراع فعليا.
ومن هنا تتضح أزمة القضية ، بحيث ربط بوريل موقف الاتحاد الأوروبي من إعادة الأعمار بوجود حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال بوريل أيضا إنه وعلى عكس ما كان يتم بالماضي ستكون إعادة إعمار غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية في رام الله ، بمساعدة ومرافقة دول أخرى مثل مصر وقطر.
وقدر بوريل أيضًا أن دولًا أخرى ستنضم إلى جهود إعادة الإعمار ، لكن على أي حال لن يتم تحويل الأموال إلى حماس ، بسبب الخوف من استخدامها في التعزيز العسكري وليس المدنيين.
والحاصل فإن القاهرة تجتهد جديا في هذا الإطار وتضع الأطر القانونية والسياسية لنجاح هذه الجهود ، مع احترام السلطة الفلسطينية وجعلها بمثابة البوصلة التي توجه مخصصات هذه المساعدات اللازمة لإعادة إعمار غزة.
وفي تقرير لها نشر يوم الأربعاء 26 مايو نقلت صحيفة الشرق الأوسط الدولية عن مصدر مصري وصفته بالمطلع إن القاهرة اقترحت فكرة إنشاء هيئة دولية، تكون مصر مسؤولة عنها مع أطراف عربية أخرى، وإن تدخل الأموال من المؤسسات المانحة إلى الهيئة التي سيكون لها مراقب مالي يحدد أوجه الصرف، وبالتالي يتم تلافي أوجه الاعتراضات الأميركية والأوروبية على (حماس).
واستكمل هذا المصدر : «سيكون هناك بالتأكيد دور للسلطة الفلسطينية، كما يمكن تقديم تطمينات لـ(حماس) بمراعاة رغباتهم في المشروعات، وفي إطار (الهيئة المقترحة) يمكن التنسيق بين القاهرة والدوحة باعتبار أن علاقاتهما أصبحت جيدة، وكذلك فإنه من المطروح بشدة تعزيز دور الأمم المتحدة حتى يمكن الحصول على مساهمات من المؤسسات الأوروبية لإعمار القطاع».)
عموما فإن الجهود الدولية والإقليمية لإعادة إعمار غزة تمثل الأن تحديا عربيا مهما ودقيقا ، وبالتأكيد سيكون للتقارب المصري مع قطر انعكاسات إيجابية على هذا الملف الدقيق ، والذي يمثل بعدا إنسانيا بالأساس في ظل التحديات الإقليمية الحاصلة الآن أمام القضية الفلسطينية عقب العدوان الأخير على غزة.