الكاتب: شفيق التلولي
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية صورة لثمانين طفلاً فلسطينيًا قضوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة معلقة عليها:
"كانوا مجرد أطفال".
تعليق عاطفي له دلالاته الإنسانية، يذكرنا بصيحات أصحاب مكاتب برج الجلاء واستجدائهم السماح لهم بإخراج مقنياتهم قبيل تدمير طائرات العدوان الإسرائيلي للبرج غير آبهين قادة جيش الاحتلال بتلك الصيحات واستمرارهم بتوجيه السكان والمكاتب بإخلائه فقط وفورًا دون أخذهم لحاجياتهم بمن فيهم مكتب وكالة أسوشيتدبرس برس الأمريكية المتواجد في ذات البرج.
الأمر الذي يؤشر على عدم مقدرة الإعلام الأمريكي التأثير في القرار الأمريكي بالرغم من احتمال تأثيره في الرأي العام، فليس بالإمكان الجزم بإمكانية تأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية وبخاصة على مستوى مواقفها من "إسرائيل" في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان الذي أقر مؤخرًا لجنة خاصة لما خلفه العدوان الإسرائيلي من جرائم بحق الفلسطينيين.
فحادثة برج الجوهرة تلك تجعلنا نقلل من احتمالية تأثير الإعلام في صنع القرار الأمريكي، حتى ولو كان كان قد أحرج "إسرائيل" مع الإدارة الأمريكية وربما أسهم في زيادة ضغط الرئيس بايدن على نتنياهو لوقف عدوان حكومته على قطاع غزة؛ إذ إن الإدارة الأمريكية وكالمعتاد أجهضت قرار مجلس الأمن مرارًا خلال ذلك العدوان بالرغم من ضرب إحدى وكالات الأنباء الأمريكية المهمة.
الذي يحدد ما إذا كان نشر صورة الأطفال مجرد استهلاك إعلامي، أم خطوة في اتجاه سعي الإعلام الأمريكي باتجاه إحداث تحولاً في الخطاب الأمريكي هو موقف الإدارة الأمريكية المستقبلي من نتائج لجنة مجلس حقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن وبخاصة فيما يختص بتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي لمحكمة الجنايات الدولية فهذه الصورة التي نشرتها صحيغة نيويورك تايمز الأمريكية تشكل بحد ذاتها وثيقة إدانة لقادة الاحتلال الإسرائيلي وجيشه والشواهد كثيرة أيضًا.
التاريخ محملاً بالمواقف الإعلامية الأمريكية والعبرة بالنتيجة.