الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراما سياسية في إسرائيل.. نتنياهو خارج بلفور

نشر بتاريخ: 03/06/2021 ( آخر تحديث: 03/06/2021 الساعة: 11:31 )

الكاتب: د. علي الاعور

بعد عامين من الازمة السياسية التي عاشتها إسرائيل والانقسام السياسي بين اليمين و اليسار و الانقسام المجتمعي في إسرائيل بين الاشكنازيم اليهود الغربيين و الاسفارديم اليهود الشرقيين و المظاهرات وأصحاب الرايات السوداء الذين تظاهروا بالألاف امام مقر نتنياهو في بلفور حيث مقر الحكومة الإسرائيلية و المظاهرات امام منزل نتنياهو في قيسارية وفي مفترقات الطرق و على الجسور كانت تطالب برحيل نتنياهو وكانت ترفع شعار " أرحل" نجح يائير لبيد من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

قبل خمسة وثلاثون دقيقة من نهاية مهلة التفويض لتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل ، اعلن رئيس حزب يوجد مستقبل " يائير لبيد بانه تمكن من تشكيل الحكومة وابلغ الرئيس الإسرائيلي ريفلين بانه نجح في تشكيل الحكومة الجديدة على ان يرأسها نفتالي بينت رئيس حزب يمينا في الفترة الأولى من التناوب مدة عامين ثم يراس الحكومة في الفترة الثانية وبنفس المدة يائير لبيد. "

هده الحكومة الجديدة تمثل دراما سياسية في إسرائيل حيث تمكنت ثمانية أحزاب إسرائيلية تختلف في الأيديولوجيا وفي البرنامج السياسي من الإطاحة بنتنياهو بعد اثنى عشر عاما من رئاسة الحكومة في إسرائيل، على الرغم من الجهود التي بذلها وما زال يبذلها نتنياهو لمنع المصادقة على الحكومة و الحصول على منشقين جدد من حزب يمينا الذي يراسه نفتالي بينت.

وعلى الرغم من اعلان تشكيل الحكومة الجديدة الا انها تحتاج الى مصادقة الكنيست الإسرائيلي خلال الأسبوع القادم حتى تتمكن من استلام مهامها والاعلان رسميا عن نهاية حكم نتنياهو والاطاحة به سياسية وخروجه من بلفور حيث مقر الحكومة الإسرائيلية.

ربما يكون الهدف الأول لهذه الحكومة وهذا الائتلاف الحكومي هو انهاء حكم نتنياهو وبداية عهد جديد في إسرائيل بما يمثل سياسة جديدة وان اختلفت تلك الأحزاب التي تشكل الحكومة الا انها سوف تكون حكومة مغايرة لحكومة نتنياهو في التعامل مع الملفات السياسية و الأمنية وفي مقدمتها " القضية الفلسطينية"

على الرغم من ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة لم تتطرق الى برنامج سياسي يتعلق بالقضية الفلسطينية يتوافق عليه الائتلاف الحكومي ، الا ان القضية الفلسطينية و الحرب على غزة واعمار غزة و صفقة تبادل الاسرى في مقدمة تلك القضايا التي سوف تطرح على الطاولة في اليوم الأول الذي تبدا فيه الحكومة الجديدة مهامها.

ولكن الدراما السياسية في إسرائيل اكتملت مع انضمام القائمة الموحدة التي يرأسها منصور عباس والتي تمثل حدث تاريخي واختراق تاريخي عربي في الخارطة السياسية في إسرائيل وقدرة العرب على التأثير على القرار السياسي و الاجتماعي و الثقافي في إسرائيل فيما يخص العرب ووجودهم و مشاركتهم في الحكومة الإسرائيلية ولو بدعمها من الخارج الا انها تمثل نقطة تحول تاريخية في المجتمع الإسرائيلي و قبول العرب كقوة سياسية مؤثرة في المشهد السياسي في إسرائيل في الوقت الدي كان نتنياهو يصرح بانه لا يعترف بأعضاء الكنيست العرب و ان الكنيست الإسرائيلي يضم مائة وخمسة أعضاء فقط وينكر أعضاء الكنيست العرب خمسة عشر عضوا.. اليوم أربعة أعضاء كنيست يصنعون التاريخ و يشاركون في صناعة دراما سياسية في إسرائيل تمثلت في خروج نتنياهو من بلفور وتمكنت من الإطاحة بنتنياهو ليصبح نتنياهو خارج المشهد السياسي في إسرائيل.

و اذا ما نالت الحكومة الجديدة المصادقة عليها من قبل الكنيست الإسرائيلي سوف تكون هناك دراما سياسية أخرى داخل حزب الليكود وسوف تبدأ جولة جديدة من الانتخابات الداخلية في حزب الليكود على خلفية وجود حزب الليكود في المعارضة و سوف تبدا أصوات في داخل حزب الليكود تنتقد سياسة نتنياهو وسوف ترشح نفسها لمنافسة نتنياهو على رئاسة حزب الليكود وفي مقدمتهم " نير بركات" وعلى الرغم من تفوق نتنياهو على منافسيه داخل حزب الليكود الا انه من الممكن ان يتنحى جانبا للتفرغ لقضاياه الجنائية و ملفات الفساد المتهم بها رسميا من قبل المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية.

وأخيرا .. على الرغم من الخلافات السياسية و الأيديولوجية بين الائتلاف الحكومي الجديد الا ان الجميع سوف يحافظ على وجوده ومصالحه الحزبية داخل هده الحكومة الجديدة وخاصة نفتالي بينت الذي كان دائما يحلم برئاسة الحكومة في إسرائيل .. حتى وان تخلى عن الاتفاق الائتلافي مع يائير لبيد بعد عامين وتم حل الكنيست يكون الهدف الرئيسي من تلك الحكومة الجديدة هي انهاء حكم نتنياهو و الإطاحة به خارج بلفور مقر الحكومة الإسرائيلية واخراجه من الحلبة السياسية في إسرائيل.