الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
السياسيون لا يلتزمون عادة بمواقفهم المعلنة فترة الانتخابات . وانما ينفذون ما يلزم لمصلحتهم ولكن بطريقة تعبير مختلفة تفضي الى نفس الغاية .
نتانياهو شتم رابين وبيريس لانهما صافحا يد ياسر عرفات . وفي اول فرصة عند اتفاقية واي بلانتيشن قفز نتانياهو وصافح ياسر عرفات والابتسامة تشق وجهه الى نصفين .
فهل يتغير نفتالي بينيت أم يزداد تطرفا وتزداد الامور تدهورا ؟
نعيد التذكير بالخطوط العريضة لحكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد :
ترسيخ دولة يهودية /القدس عاصمة إسرائيل / زيادة التمويل للطلاب في جامعة (مستوطنة) اريئيل / لتثبيت ملكية الأراضي للمزارعين اليهود / دعم حقوق المثليين وزواجهم /
وتشكيل لجنة خاصة لمنع سيطرة الفلسطينيين على المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية.
كل ما ورد في الخطوط العريضة لحكومة الاحتلال الجديدة هو الوصفة الأمثل لاستدعاء الحروب والمزيد من القتل . واستنادا لمزاج الجمهور الناخب في اسرائيل ، واستنادا الى أن نتنياهو سقط ولكنه لم يغادر ويواصل التحريض ضد الحكومة لاسقاطها / لا يبدو أبدا ان نفتالي بينيت سوف يتغير نحو الاعتدال حتى لو رغب في ذلك . فالجمهور اليميني في حالة هيجان وغليان وتحريض ، والوضع قد يصل لحد قتل رئيس حكومتهم الجديد كما فعلوا مع رابين .
نفتالي بينيت كان يدعو علنا لضم الضفة لاسرائيل . ثم حين أصبح وزيرا في حكومة نتانياهو لم يعد يذكر ذلك اطلاقا .
باختصار . رابين وبيريس وايهود باراك واولمرت وحتى تسفي ليفني كانوا يبحثون عن اي حل ليتخلصوا من السكان الفلسطينيين على شكل حكم ذاتي متهالك / اما شارون فابتكر حلا ذاتيا يتمثل ببناء الجدار والانسحاب احادي الجانب من غزة ولكنه مات / اما نتانياهو فكان يتعمد عدم الوصول الى حل وبنى مستوطنات وشق طرقات ليمنع قيام اي دولة فلسطينية في المستقبل / والان نفتالي بينيت لن يستطيع أن يفعل شيئا سوى شراء الوقت من ابو مازن وشراء الهدنة من يحيى السنوار .
السؤال الأهم : ماذا يستطيع ابو مازن أن يفعل غير الانتظار ؟
وماذا يستطيع السنوار أن يفعل سوى الهدنة ؟