الكاتب: ماهر حسين
عاشت فلسطين في الفترة الاخيرة أحداث كبيرة نتج عنها متغيرات كثيرة ، الأحداث الكبيرة لم تكن لتكون في فلسطين لولا صمود أهلنا في القدس وأعجازهم في الصمود على أرضهم وفي بيوتهم وعزز من ذلك حالة التضامن العربي والإسلامي والدولي الواسع التي نجح أهل القدس وأنصار الحرية في العالم في فرضها على كل حكومات العالم وعلى كل صناع الرأي .
لقد فقد الإحتلال الإسرائيلي كل أشكال الحكمة وبات لدي حكومتهم عمى تام عندما حاولوا التهجم على أهالي حي الشيخ جراح في القدس في شهر رمضان المبارك وعندما حاولوا من تعزيز سلطة احتلالهم الزائل لا محالة على القدس وعلى المسجد الأقصى المبارك والمبارك ما حوله ، لقد وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أهل بيت المقدس بانهم الحافظين لعهدهم الذين لا يضرهم من خذلهم وهم كذلك بإذن الله الى يوم الدين ، العمى الذي أصاب حكومة الإحتلال بفعل الغرور والإعتقاد بنهاية فلسطين وأهلها هو عمى في البصيرة والبصر وهذا العمي هو السبب الذي دفع الشعب الفلسطيني للعمل بكل الطرق على مواجهة هذه الأفعال الإحتلالية فكانت اللد والرملة وحيفا وعكا كما غزة وجنين والقدس وعادت روح فلسطين الى اهلها حيث أنبعث طائر الفينيق الكامن في كل فلسطيني ، انبعث طائر الفينيق الكامن فينا مذكرا" الكل الفلسطيني بأن الزحف للقدس سيكون يوما" حقيقة حتى ولو كان زحف شعبنا للقدس الشريف سيكون من على قاعدة الشهادة وسيكون زحفنا المقدس كما أراد له القائد أبو عمار زحف الشهداء عندما قال رحمه الله (على القدس رايحين شهداء بالملايين ) والقدس تستحق كل تضحية مهما بلغت التضحياتوعندها ستتحقق اسطورة طائر الفينيق الذي ينبعث من رماد احتراقه الذاتي .
خلال الأحداث فهم الإحتلال والعالم بأن هذا الشعب حي ولن يموت ولن ينهزم وهذا قدر الله لنا وهذا قدر الأحرار ، لم ننهزم وإن كنا لم ننتصر ولكن النصر قادم لا محالة وحتى ذالك الموعد علينا إعادة الأعتبار العاجل للشباب الفلسطيني الذي هب مدافعا" عن قضيته في كل مكان بالعالم .
الشباب الفلسطيني بصمودهم في القدس وببطولتهم في عكا وحيفا ويافا وبتضحياتهم وصبرهم وفعلهم المناضل في غزة وفي جنين ونابلس وعبر وسائل الإعلام في كل محطات العالم التي وصلت لهم وعبر وسائل التواصل الإجتماعي شاهدنا فعل الشباب الإبداعي وقدرتهم على الدفاع عن قضيتهم بلغة فهمها العالم فحازت على تعاطف كل الاحرار وكل انصار الحرية في العالم.
الشباب الفلسطيني يستحق منا التفاته ويستحق أن يتعزز تمثيله في كل المؤسسات ليكونوا السفراء والوزراء وليكونوا القوة الدافعه الجديدة للقضية التي تحتاج الى هذا الشباب بما يملك من قدرة على التخاطب مع العالم بوعي بعيدا" عن الاختلاف والإنقسام والتبعية السياسية لمن يدفع المال الحلال أو الحرام القادم من هنا وهناك .
شباب فلسطين في بدايات التجربة هو الذي صنع المستحيل وأنطلق بثورة المستحيل لتصبح أعظم ثورة بالعالم حينها ويومها قام ياسر عرفات وصحبه بإطلاق ثورة قيل بأنها ستبقى وترسخ لدينا بأنها ستنتصر ، علينا عاجلا" الإلتفات الى الشباب الفلسطيني وعلينا عاجلا" التعزيز من وجودهم ودورهم ومشاركتهم ليكونوا السفراء والوزراء ولنسمح لمبادارتهم الكفاحية النضالية لتجول العالم دعما" للحق الفلسطيني العربي .
فلسطين بحاجة لشبابها ذكورا" وإناث ، وهناك أمثلة تستحق أن نتحدث عنها ونذكرها ولكن وحتى لا ننسى أحد أو نهمل دور احد بسبب جهلنا فمنهم من نعلمهم ومنهم من لا نعلمهم ولهذا أعتذر عن ذكرهم وكلي لهم تقدير ومحبه ولكنه جيل يستحق الاحترام ويستحق أن ياخذ فرصته . .
بكل صدق شبابنا أثبتوا بأنهم (ملاح) وبصراحة هم (عنجد ملاح) .