الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
عن الانتفاضة الأولى في قطاع غزة نشرت الصحافية اليسارية المعروفة عميرة هس كتابها الشهير ( عميان في غزة ) في العام 1990.
عدت لمراجعة هذا الكتاب بعد ثلاثين عاما لأفهم مرة أخرى : ماذا يريد الإسرائيليون منا ؟ لماذا يفعلون ذلك بنا وبأنفسهم ؟ لماذا حطّموا حياتنا ؟ لماذا نسوا ماذا فعلت الأقوام الأخرى بهم ؟
في كتابها هذا . كتبت عميرة هس أنها صعدت مع سائق سيارة أجرة يهودي . وفي الطريق دار حديث بينهما .
السائق كان غاضبا من انتفاضة أطفال الحجارة . ويشتم ، ويطالب بإنزال أقسى العقوبات بأطفال الحجارة .
سألته الصحفية عميرة عن سبب هذا الغضب !
فقال : لأنهم لا يحبوننا !
فقالت : ولماذا يحبوننا ونحن نحتل أرضهم ونفعل كل هذا بهم ؟
فقال : على الجميع أن يحمل مشاعر الحب لنا . نحن اليهود وعليهم أن يحبوننا .
فقالت : ولكنهم لا يحبوننا . لديهم أسبابهم لذلك .
فقال : إذن علينا أن نمسك بهم ونضربهم ثم نضربهم ونضل نضربهم حتى يحبوننا !
اليوم . تابعت ردود الفعل الإسرائيلية حول مسيرة الأعلام المتطرفة أمس بباب العامود . فوجدت أن غالبية عند الإسرائيليين غير راضين عن نتيجة مسيرة الأعلام !!
فتذكرت السائق الذي كتبت عنه عميرة هس . وابتسمت .
فهل سيضربوننا ثم يضربوننا حتى نحب علم الاحتلال ؟ أم ماذا ؟
بالأمس قام رئيس وزراء إسرائيل الجديد بتعيين الصحفية المعروفة شيمريت مئير مستشارة سياسية له . وهي تعرف الشأن الفلسطيني جيدا . تعرفه بكل تفاصيله وتعرف كل تعقيداته ولا ينقصها الذكاء ولا المعرفة لتدرك أن الصراع القائم لن ينتهي إلا بحل سياسي .
عميرة هس صحفية يسارية . وشيمريت مئير صحفية إسرائيلية . وبينهما .. يظهر السؤال :
لماذا لم يقل نفتالي بينيت أية كلمة للفلسطينيين ؟ وماذا يريد نفتالي بينيت من الفلسطينيين ؟