الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إرث نتنياهو الثقيل

نشر بتاريخ: 20/06/2021 ( آخر تحديث: 20/06/2021 الساعة: 11:01 )

الكاتب: خليل ابو كرش

نجح زعيم حزب هناك مستقبل يائير لبيد في بناء تحالف سياسي مكون من ثماني أحزاب تفرقها الأيديولوجيا ويجمعها الرغبة في إقضاء شخص نتنياهو من المشهد السياسي، حيث يعتبر نتنياهو أطول رئيس وزراء في إسرائيل ، بعد فترة غير مسبوقة من 12 عامًا متتالية في الحكم وهو لربما انجاز كبير في ظل نظام سياسي إسرائيلي امتاز بالفوضوية و التشتت.

يبدو السؤال المركزي اليوم ليس ما اذا كان نتنياهو سيعود الى الحلبة السياسية أم لا ، ولكن بتقديري ان الأهم من ذلك هو الإرث الذي خلفه ورائه ، يقودنا ذلك الى محاولة توصيف الفترة التي قاد فيها نتنياهو إسرائيل طوال السنوات الماضية ، تلك السنوات التي عمد خلالها نتنياهو الى الحفاظ على ما يسمى بالوضع الراهن حيث كان في كل جولة انتخابية يأخذ تفويضا جديدا من الناخب الإسرائيلي بذلك، فالحصار المفروض على غزة لم يرفع والأنشطة الاستيطانية استمرت دون الإعلان عن ضم القانوني للأراضي الفلسطينية وتم اعتماد قانون الدولة القومية اليهودية والذي صمم لمنع الفلسطينيين من تحدي الفوقية اليهودية .

دائما ما كان نتنياهو ينجح في تبني اشكال من سياسة تحويلية غيرت تدريجا النظام السياسي الإسرائيلي في سبيل المحافظة على استراتيجية الوضع الراهن وذلك طوال عقد من الزمان ، فعند العودة الى العام 1996عندما وصل نتنياهو الى السلطة عبر قيادة تحالف المحرومين من المجتمعات والأقليات في ذلك الوقت يهدف الى اسقاط النخب الاشكنازية من السلطة ومن القضاء ومن الجيش ومن الاكاديميا وحتى من وسائل الاعلام . كان ذلك يسر جنباً الى جنب مع محاولات الاستثمار في العرب كأفراد لدمجهم في الاقتصاد مع الحفاظ على مكانة أقل ودون ان يترتب على ذلك تبعات قومية.

أما سنوات حكمة الأخيرة والتي ارتهن فيها السؤال السياسي حول بقائه، بدأ التصدع والانهيار في النخب اليمينية وتزايد الشعور لدى الوسط و اليسار ان لديهم ما يكفي من القوة لتحدى نتنياهو وازاحته من المشهد مما دفع نتنياهو الى التفاوض مع القائمة العربية الموحدة في محاولة منه لتشكيل حكومة تجنبا للسقوط ، اثبت نتنياهو انه صاحب سياسات تحولية عندما كسر إحدى المحرمات العنصرية في السياسة الإسرائيلية التي تُجمَع على خطورة بناء تحالفات ترتكز الى أحزاب عربية.

بالرغم من كل محاولاته للنجاة وسعية المستمر للبقاء في بلفور، فشل نتنياهو وفشلت محاولاته وتشكلت حكومة جديدة في إسرائيل ولكن السياسات والارث الذي تركة بيبي أمامها تقوض جهودها في إحداث تغيير حقيقي خاصة وأنها تفتقر الى الاجماع والتفويض الكافي والضروري لذلك فمن المحتمل أن تستمر ترتيبات الوضع الراهن وان يذهب رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينت الى الاهتمام أكثر بالقضايا الداخلية.