السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السلطة الفلسطينية تتمزق بين محور المقاومة ومحور التطبيع

نشر بتاريخ: 15/07/2021 ( آخر تحديث: 15/07/2021 الساعة: 00:05 )

الكاتب:

رئيس التحرير د. ناصر اللحام

منذ اعتلاء دونالد ترامب سدة الحكم في البيت الابيض ، تهدّمت أعمدة التوازن في المنطقة واختلت موازين القوى بشكل عبثي وتدميري .
كان الفرز حادا . وقد دفعت السلطة ثمن سذاجتها بشكل تراجيدي ، ودفع الفلسطينيون مرة أخرى فواتير الحقبة الجديدة من دم ودهم وهدم منازل وقتل وتشريد وتهويد .

ورغم انصراف ترامب ، لا تزال صفقة القرن على الطاولة . ولا تزال سكاكين صفقة القرن تفرم لحم الفلسطينيين بلا هوادة . فقد أوغلت بعض الدول العربية في التطبيع ( هو ليس تطبيعا وانما التخلي عن الفلسطينيين والاصطفاف الى جانب الاحتلال في محاربة الفلسطينيين ) . وبالمقابل ظهر محور المقاومة الذي تقوده ايران وصار جدارا فولاذيا صلبا يصعب اختراقه .

والقيادات الفلسطينية انقسمت فورا الى معسكرين : معسكر يراهن على السعودية وعلى عودة العباءة العربية وأن التطبيع مجرد غمامة صيف وسيفشل . ومعسكر يراهن على أن اسرائيل لن تفهم الا لغة القوة وأن ايران هي القوة الاقليمية الانسب للتحالف .

عصر المراهنة على الدول العظمى انتهى . لا روسيا ولا الصين ولا امريكا ولا اوروبا أنصفت القضية الفلسطينية . وقد أدرك الجميع الان ان الحليف الاقليمي صار أهم من الحليف العالمي . ويتراجع الدور الامريكي والروسي بشكل هائل في السنوات الاخيرة .
وقد تراجع الرهان على تركيا أيضا بشكل كبير في 2021 لا سيما من جانب الاخوان المسلمين وخصوصا بعد التقارب المصري التركي المستمر .
السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تعيشان الآن مرحلة مخاض عسير . فغالبية القيادات تميل الى المعسكر الاول وهو الرهان على العباءة العربية ولا تريد ابدا تسليم اوراق اعتمادها الى طهران .
ولكن شباب القواعد التنظيمية وغالبية الشعب الفلسطيني لا ينظرون الى الامر على شكل معسكر السعودية ومعسكر ايران / بل يشاهدون كيف تحاصر اسرائيل الضفة الغربية رويدا رويدا وتقوم بتدمير شامل لخيار الدولتين .
وجود الرئيس عباس هو العامل الوحيد الذي يمنع شطب معسكر الاعتدال ، والذهاب بكل قوة الى خيار الانهيار الكامل .
لفت انتباهي اجماع المحللين الاسرائيليين على ان الخطر الأكبر الذي تخشاه تل ابيب الان هو انهيار السلطة بين يديها .
كلما سرت في شوارع الضفة الغربية وشاهدت المستوطنات وما تفعله اسرائيل ، يعود السؤال الى رأسي: كم ستصمد السلطة ؟ ولماذا ستصمد بعد ابو مازن ؟