الكاتب:
رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لا اشكك بوجود فيروس كورونا ولا أشكك في خطورته . ولكنني أشكك في نوايا الحكومات والجهات التي تحكم العالم وتتحكم بالدواء وبالأسواق وبرقاب العباد .
نطوي عامنا الثاني ونحن في ضياع اقتصادي واجتماعي وسياسي واداري وسلوكي . وكلما اعتقدنا أننا فهمنا الواقع ، عادت الأمور لتصبح عصية على الفهم . وكلما استسلمنا للواقع وبدأنا نتعايش معه ، تعود ذات الجهات لتقلب الرأي العام مرة أخرى .
ومن هذا المنطلق دعونا نفرق بين المجتمعات العاملة والمجتمعات المقموعة . البشر هم ذاتهم ويحملون نفس الطباع وحب البقاء والرغبة في درء المخاطر . ولكن الحكومات تختلف وإدارة المجتمعات لا تشبه بعضها .
الدول الصناعية المنتجة والمصدّرة لم تتوقف عن التصدير . والدول المستهلكة لم تتوقف عن الاستيراد ولا ليوم واحد . التجارة العالمية مستمرة سواء بالنقل البحري أو الجوي او القطارات والشاحنات . ولكن الفرق بين المنتج وبين المستهلك هو الفرق بين الغني والفقير . وهو الفرق ذاته بين حكومة لديها خطط وسيطرة وبين حكومات فاشلة تتهاوى أمام اية ازمة .
ان سلوك الحكومات والشعوب في الدول المتقدمة والمجتمعات النامية قد تغير بسبب كورونا ، فصار الإنتاج أكثر ، وصار الدخل متوفرا بسهولة وظلّت فرص العمل موجودة وفق الخطة ب التي كانت لديهم .
اما في الدول المتخلفة والمجتمعات المحطمة فقد صارت كورونا لعنة على لعنة . ويتدمر الاقتصاد ويتراجع السلوك الإنتاجي وتفقد الدول هيبتها
كورونا على الجميع في هذا العالم . ولكن الانهيار والحروب والقتل والدسائس والفساد حصرا على الأحزاب المأجورة وعلى الدول الفاشلة والمجتمعات الهشة التي تفتقد للعدالة الاجتماعية .