الثلاثاء: 21/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

من الوفاء ألا تنس أو تتجاهل من تحب

نشر بتاريخ: 22/08/2021 ( آخر تحديث: 22/08/2021 الساعة: 22:13 )

الكاتب:

د. سهيل الاحمد

فقد اعتدت على محبتهم، وتفهمت طبائعهم، فوجدتهم خير صحب، وخير معين على الدرب، فكيف إذاً تتساهل في مفارقتهم أو الابتعاد عنهم وتناسيهم، كلا والله ليس هذا بالأمر الهيّن أو النسيان البين، إذ إن البقاء معهم مدة، قد كشف لك حقائق عدة، منها: أن الصديق ليس فقط من وقف معك في وقت الشدة، وإنما من جعل لتعاملاته وعلاقاته فهماً وفقهاً وأرسى لذلك قواعد ممتدة، وربطها بضوابط لا يمكن تغافلها حين عاملك حال الكره أو حال المودة، بل وأظهر فلسفة مفادها: أن من أراد أن يفهم دينه ودنياه، لزمه اتخاذ أحبة ورفقة لإعانته على الخير والصواب حتى ينال الرضا والجنة يوم أخراه، إضافة إلى المساعدة على النجاح في حياته ومتعلقاته حال يسراه ويمناه، فالمعروف والمقبول أن الدال على الخير له كأجر فاعله، ومن دعا لغيره في ظهر الغيب قيل له ولك مثل ذلك، فمن آثار الصداقة والإخوة الواجب الوصول إليها والحصول عليها جعل الصلاح وحسن الظن والطيبة منهجًا عند فكر وقلب من تداخلت إلى ذكراه، وهنا فلتطمح إلى أن تكون من أصحاب ذلك من خلال اهتمامك بأخلاقك وحسن سمعتك وصفاتك، ولتهنئ نفسك على من تعرفت ممن لا تقبل فراقهم أو البعد عنهم في أي حال، أو في أي موقف ومقال، بل وكن صاحب السعد والمعين على الوفاء بالعهد، وكن الوفي والعزيز، والطيب المفضال، ولا تكن ممن يعيشون لذواتهم ومصالحهم فقط، الذين يعيشون ويموتون دون أن يكون لهم أي أثر محمود في هذه الحياة، فهؤلاء سيطويهم التاريخ في أحشائه وينساهم الطيبون من الناس، ولا تكن كذلك ممن لهم أي أثار سلبي مستقبح وأي بصمة سيئة في منظومة الحياة، فهؤلاء لا يُذكرون إلا بالذم والشتم وعدم الحديث عنهم بأي خير، بل كن بوفائك مع أقرانك وأحبائك من الذين يتركون الآثار الحميدة والبصمات الإيجابية ليذكرهم التاريخ بالكرامة والفخار، ويذكرهم الناس بالمدح والثناء والتمجيد والإكبار، فقيمة الإنسان فيما يتركه من بصمات وآثار إيجابية، وفيما يحسنه من تصرفات تدل على عمق الضمير وصدق الإنسانية.