الكاتب: ماجد حجاج
أخيرا.. المصالحة تبعث من جديد؟ ضرورة بعث فكرة المصالحة الوطنية وحرمة الدم الفلسطيني.
خبر سار جاء من شخصيات وطنية ما زال ضميرها الوطني حي وأمنيتنا جميعا أن يتم تجسيد هذا الحلم الكبير الذي رُصِدت له، في المحاولات لسابقة، أموال كبيرة نهبت بهدوء وسكينة حتى أفرغ حساب المصالحة الوطنية كليا، ولم ينجز أي شيء، إلا سيناريوهات مرمية في المكاتب الباردة، ’مشاريع فصلت للمصالحة الوطنية وكلفت الملايين ثم رميت في الزوايا الرطبة حتى علاها العفن.
ولم يكن تعاقب مختلف الحكومات إلا فرصة للمزيد من التبذير والنهب لدرجة أن تم الاستيلاء فيها على فكرة المصالحة الوطنية وتجييرها لما يخذم مصالح كل طرف وقطب من أقطاب الإنقسام وحاشيته التي تحتسب بأمره، وتنتظر تلقي حصصها الريعية بأسمائها الحقيقية، أو يألسمائها المستعارة. أو بأسماء فصائل لا تقوى على حشد عشرة عناصر نتمنى أن تخبرنا لجان المصالحة التي شكلت واجتمعت في العواصم العربية المختلفة عن الحقيقة المنهوية. دون أن يظهر في النهاية اي مصالحة وطنية وتم تطفيش كل الجادين في وصول لها الذين كانوا قريبين من المشروع، جبريل رجوب . صالح العاروي لا أذكر الجادين الصغار الذي أوكلت لهم مهمة اللجان الفرعية للمصالحة الوطنية .
لهذا يكون من الأجدى تجفيف السبخة التي أغرق فيها أمل المصالحة الوطنية وأغرقت فيها كل المشاريع التي اقتربت منها. بالوعة مال وبالوعة أفكار لم يتم تجسد اية واحدة فيها. فترات الطفرة الوطنية التي عاشتها البلاد جعلت جوقة السراق تتكاثر، لكن أنانيات الاستنفاع جعلت الأطراف تفضح بعضها بعضا.
لنقل أن الفكرة هذه المرة جادة من حيث النية، لكن من حيث الفعل ستصطدم بسبسلسلة من التعقيدات. من ناحية السيناريو: اي مصالحة وطنية نريد؟ مصالحة كما يرسمها كل طرف بعد أن قصت أجنحة الوطن المظلوم . كيف يعبر السيناريو عنن مصالحة وطنية وحرمة الدم الفلسطيني بعمق، وعن إنسانية المتصالحين التي سوف يمارسها فعليا وان يعطي كل طرف درسا في التسامح الوطني ومقدما صورة نموذجية عن الفلسطيني ذي الروح الوطنية ويجلب أنظار الدول ورؤساء وملوك وحركات هذا الزمن لتلتفت نحوه بالكثير من الاحترام والإعجاب، سؤال كبير آخر، ضحكت وأنا اقرأ إحدى المقالات أنهم توصلوا إلى اتفاق مصالحة وطنية في القاهرة ، وكأن المشكلة الكبرى هي أن يتفقوا استغرب من هذا المنطق الغريب الذي ما يزال حبيس طرفان واتفاقهم لسلام شمل الوطن بأمرهم .
لقد أصبحت المصالحة اليوم مطلب شعبي ووطني أكثر من أي وقت مضى اي كل شيء يخضع لسلسلة من القواعد الاساسية الوطنية . الرهان الكبير اليوم على قدرتنا على تجسيد المصالحة المجتمعية أولا والبدء بخطوات بسيطة وعملية لإنجاز ذلك لأننا بكل صراحة مجتمع قوي وليس دولة أو إمارة تمشي حسب حكم الآمر بأمره . لهذا سؤال المزعج ربما، لكثير من قادة الانقسام ، متى سوف تملكون الإرادة الوطنية الحقيقية لإنهاء هذا التشرزم والانقسام ؟ متى سوف نخرج جميعاً من هذه العلبة المظلمة؟ أسئلة نابعة من سلسلة من التجارب الفاشلة والإحباطات حول المصالحة الوطنية، لا نريدها أن تتكرر. لدرجة أن كل مبادر أصبح يحمل من بين ميراثه، فشل تجسيد المصالحة الوطنية، من عزام الأحمد وخالد مشعل حتى اليوم.
"نشد على الخشب" هذه المرة ونتمنى للمشروع كل التحقق، وللمصالحة الوطنية الفلسطينية النجاح . أهلنا في غزة هاشم أنتم على ذمة الانقلاب ونحن على ذمة الإنقسام وما بيننا في ذمة المصالحة الوطنية . كل التوفيق للمشروع.