الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
رغم القوة الغاشمة التي تمتلكها إسرائيل . مفاعلات النووي والقنابل الهيدروجينية والذرية ، واسلحة الدمار الشامل . الا انها لا تزال تفتقد مقومات البقاء الدائم , ولا تزال عقدة الفناء تلاحقها كل يوم وكل معركة وكل حرب .
ورغم الهوان الذي يعيش فيه العرب ، ورغم احتقار العالم لأنظمتهم وحكوماتهم ، ورغم الهزائم العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية وفي ملف الحريات . الا ان العرب مطمئنون الى بقائهم واستمرارية نسلهم الى يوم الدين .
الدول التي وقّعت صكوك التطبيع تحضر صاغرة لتحتفل مع العدو الإسرائيلي ومع الإدارة الامريكية بمناسبة عام على توقيع التطبيع وعلى انشاء ترامب لديانته الجديدة ( ابراهام ) . وفي الوقت الذي يستعد العرب المتطبعون للاحتفالية . تواصل الأحزاب الصهيونية مؤتمر هيرتسيليا للبحث في معادلات الوضع الراهن وخطط المستقبل .
فلا ينبثق عن مؤتمر هيرتسيليا سوى فكرة الحرب مرة أخرى على قطاع غزة ، ومواصلة العدوان على ايران والعراق وسوريا ولبنان . الى جانب نهب النفط العربي من ليبيا وسوريا والعراق ، والى جانب نقل السلاح اكثر وأكثر لتدمير اليمن ، ونشر برامج التجسس في الامارات ودول الخليج .
حكومة نفتالي بينيت لم تنجح في خداع الإسرائيليين ، ولكنها تنجح في خداع العرب . والحديث عن تسهيلات اقتصادية ( هي حقوق أساسية ) للفلسطينيين ، انما هي فكرة أشد حقارة من فكرة الحرب نفسها .
مؤسسات عسكرية وامنية وسياسية وحزبية تعمل على انضاج فكرة الحرب مرة أخرى على قطاع غزة ، وبدا ذلك واضحا في الاعلام العسكري والاعلام الحزبي . فإسرائيل لم تقبل بنتيجة معركة سيف القدس وتريد اعادتها من جديد للتلاعب في نتائجها .
ان التحريض العالي لشن حرب على قطاع غزة يتزامن مع مخطط تبريد للعلاقات العربية الإسرائيلية . وهذه معادلة خطيرة سيكون لها تبعاتها .
على هذه الأرض .. كلما كثر الحديث عن السلام وقعت الحرب ، وكلما كثير الحديث عن الحرب حلّ السلام .