الإثنين: 20/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

غيرة الضّرّة مُرّة في النشر في المواقع الإلكترونية

نشر بتاريخ: 02/10/2021 ( آخر تحديث: 02/10/2021 الساعة: 17:52 )

الكاتب: منجد صالح

"غيرة الضّرّة مُرّة" هو عنوان القصة القصيرة التي كتبتها قبل مُدّة، والتي ستكون مُضمّنَة، ان شاء الله تعالى، في كتابي القصصي الثالث تحت الطبع حاليّا.

أمّا لماذا استعرت أنا عنوان قصّتي لمقالي هذا فهذه قصّة تُحكى وتُروى وحكاية تُقصّ وتروى، لأنني "اكتشفت" فجأة وعلى حين غرّة أن هناك نوعا من حب "التملّك" و"الحوز على الحظوة".

لا أريد أن أقول "الإحتكار" ولا أريد أن ألمّح إلى "الغيرة المُرّة" لدى المواقع الإلكترونية مع بعضها وفيما بينها: (الصحف والجرايد والمجلات والصحف الوطنية الرسمية والحكوميّة والحزبية والخاصة المتميّزة والمميزة والعامة العربية والأجنبية والإنجليزيّة والفرعونية والفنيقية والكنعانية والسومريّة والبابليّة).

والسبب والداعي والمُحرّك و"المنجنيق الذي يقصب بيض العكوب"، والنبّوت الذي يُصارع الريح كما هو حال بطل رواية الكاتب الإسباني المبدع سرفانتيس "مغامرات دونكيشوت"، هو كتابتي لمقال تكريما للزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي أحبّ، في ذكرى وفاته التي صادفت يوم 28 سبتمر الماضي، تحت عنوان: "يا جمال يا حبيب الملايين .. يا جمال".

نُشر هذا المقال، وأنا شاكر وممنون وممتن و"رافع القبعة"، في عدد من المواقع الإلكترونية التي أجلّ وأحترم وأبجّل وأخصّ بالذكر وبالشكر وبالتبجيل.

بعدها مباشرة كتبت مقالا "مُلحقا" يُزيّن ما كتبت في المقال الأول، ويرشّ عطرا على عطره، تحت عنوان: "تعليق التونسي البديع غسان المرزوقي على مقالي يا جمال يا حبيب الملايين"، وقد ذكرت فيه أنني أكتب في عدة صحف ومواقع الكترونية وذكرتها بالإسم تكريما لها و"بشبشة" بها، حسب التعبير التونسي الذي يعني الحمد والحفاوة، وخاصة، نعم وخاصة، لأن هذا مكتوب وموثّق، صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية الصادرة من لندن لصاحبها عبد الباري عطوان، وقلت كلاما جميلا في حقّها وحقّ صاحبها، و"كدت أن أكتب فيها قصائد غزل ومديح".

لكن، ودائما هناك ولكن، كما يقول القول الإسباني المأثور، لم يدُر بخلدي ولم أعتقد يوما ولم أتصوّر، لأنني آخذ الأمور ببساطة وعفويّة بالصدد، ولأنني أكتب "تبرّعا ومحبّة ومجّانا"، ولا أتقاضى فلسا واحدا ولا ملّيما أحمرا من أي صحيفة أو جهة، وإنما هو "مجاني بكل غبطة وسرور"، تفاجأت، بهدوء وسكينة ورضى، برسالة الكترونية من "رأي اليوم" التي أحب:

"بأن المقال قد نُشر في عدة مواقع"، .. "وبأننا لا ننشر مقالات منشورة!!!".

"ما حكم بماله ما ظلم"، ,انتم "طاقم رأي اليوم الأعزاء" تحكمون بمالكم والجريدة جريدتكم، وكل الودّ والمحبّة والإحترام لقراراتكم وسياستكم "النشرية"، القديمة والجديدة والمُتجدّدة، التي لم أكن مُطّلعا عليها ولم أكن أعرفها، للأنني أكتب ولا أسأل. واكتب بفخر واعتزاز وتواضع، وتنشر لي "رأي اليوم" مشكورة مبجّلة منذ أكثر من عامين، لم أسألهم ولم يسألوني عن النشر في مواقع أخرى.

بالمناسبة أريد أن أسجّل إعجابي ومودتي بموقع "العالم الأن"، الذي بدأ ينشر لي منذ قرابة الشهر، وهي والحق يقال صحيفة الكترونية مُعتبرة محترمة جامعة بتنفيذ وإخراج غاية في الروعة وعالي التقنية ومُتقن المخرجات،.. فهل يغضب أحد؟؟؟!!! (بالمناسبة صدقا لا أعرف حتى اللحظة أين تصدر ومن هو مالكها او رئيس تحريرها)، وتتميّز بجماليةِ ورشاقةِ مخاطبة الكاتب حين نشرها مقاله أو منتوجه الأدبي بارسال رسالة قصيرة له على الإيميل :

"تمّ النشر سيدي".

كما أريد أن أشيد بصحيفة الكترونية أخرى بدأت تنشر لي مؤخرّا ألا وهي صحيفة "كل العرب" في الداخل الفلسطيني، وهي صحيفة جميلة بديعة، .. فهل تغضب؟؟!!

ولا أريد أن أنسى ويجب أن ثقال كلمة حق وحمد وشكر لوكالة معا ولأمد للإعلام ولدنيا الوطن على المهنية العالية لأطقمهم العاملين فيها، وللإهتمام بنشر واخراج المقالات والأعمال الأدبية بصورة مميّزة وجميلة. فهل نُغضب أحدا؟؟ ليس هو المقصود ولا المُراد.

أمّا صحفنا الوطنية العريقة المُبجلة الثلاث: الحياة الجديدة والأيام والقدس (ثلاثي النور الساطع، ورموز عزّة وحضارة تاريخنا الصحفي) على ذكر وتذكّر ثلاثي أضواء المسرح (الضيف أحمد وجورج سيدهم وسمير غانم)، فإن مسرحها أو مسارحها وفضاءاتها وما بين دفّتيها، محجوز ومضمون ومقتصرٌ على ومُحتكر ومُزيّن بأضواء "ثلّة" من الكتّاب الأساتذة الكبار (نحن نبدو أمامهم تلاميذ في مدارسهم)، تتحرّك صورهم ذاتها بشحمها ولحمها نحو اليمين وذات اليسار على صدر صفحاتها، وفي واحدة منها تلفّ وتدور صورهم من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى.

جنّة خضراء غنّاء بمائها الزلال وفواكهها، لا يدخلها إلا من "رحم ربّي" وحصل على جواز سفر وفيزا دخول إلى مياهها الإقليمية الدافئة. وهذا حقّهم مع كل الإحترام.

أتذكّر في هذا المقام والمقال والصدد الشاعر الأديب الشهيد المرحوم علي فودة، صاحب جريدة "الرصيف" في بيروت هو وراسم أبو علي وغيرهم. وقد استشهد علي فوده عام 1982 اثناء اجتياح وعدوان اسرائيل على بيروت، استشهد وهو "يُنطنط" من خندق إلى خندق ويوزّع على المقاتلين صحيفته "الرصيف".

جُرح جراحا خطيرة وتمّ الإعلان عن استشهاده وهو ما زال يرقد في المستشفى. وهطلت التعازي والمقالات في حقه "بعد وفاته"، واستطاع أن يقرأ كلّ ما كتب عنه في يومين، "قرأ نعيه وما كُتب عنه" ثم أسلم روحه ونفسه لباريها، رحمة الله عليه.

تسنّي لي وأنا في بيروت عام 1981 أن أشارك في جلسة "دردشة" حضرها علي فودة ومجموعة من الرفاق والأصدقاء.

علي فوده كان غاضبا جدا على قيادة الجبهة الديمقراطية لإنهم "إحتجزوا" زوجته الأحنبية، الكادر في الجبهة، عقابا له و"لمسكه من اليد التي توجعه" لأنه "تمرّد" عليهم وبدأ يكتب في مجلات أخرى غير الحريّة (مجلة الجبهة الدبمقراطية) وأنشأ صحيفة الرصيف.

قال علي فوده بالحرف الواحد وهو يحاول أن يُسيطر على غضبه:

"هم"، (قيادة الجبهة) لا يفهمون بأنني "حرٌ طليق كالعصفور أنتقى الحديقة التي أريد أن "أضع برازي فيها" وألقيه فيها".

دعوا المقال، العمل الإبداعي، أثابكم الله، أن يتفتّح كالزهرات والورود وينثر عطره في ألف حديقة .. وألف "موقع الكتروني".

دمتم ودامت أقلامنا وصفحاتكم الرحية واقلامكم وحتى مقصّاتكم السديدة المديدة الوازنة الناعمة.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني