الإثنين: 20/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

تقليص الصراع... سلعة وسلة الوهم

نشر بتاريخ: 04/10/2021 ( آخر تحديث: 04/10/2021 الساعة: 14:08 )

الكاتب: د. أحمد رفيق عوض

تقليص الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وكما يطرحه العبقري الاسرائيلي الذي يظهر عادة كل خمسة اعوام او عشرة، يعني باختصار تجميل الاحتلال والتعايش معه تحت وهم انه أفضل ما يمكن طرحه او اقصى ما يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا عليه نظرا للتعقيد الحاصل في الظروف. هذه ديباجة معروفة ومكرورة في كل مرة يخرج علينا هذا العبقري الذي تعودنا عليه طبعاً، فهو في السبعين من العمر، يتميز بعقلية استشراقية واستعمارية عريقة، ويدعي الفهم العميق بحكم الشعوب او تفكيكها او تجميعها او خلقها.

الفكرة العبقرية الاخيرة هي ما يسمى بتقليص الصراع الذي يمكن تلخيصه بإعطاء الفلسطيني وهما بالحرية، ووهما بالسيادة، ووهما بتحقيق الدولة، وكيف يمكن تحقيق هذا الوهم؟! والجواب الخارق والحارق هو ان يقل ظهور او التقاء الفلسطيني بالجندي الاسرائيلي، وتوسيع الشوارع وتغيير اشكالها وانواعها وتغيير نمط العمل على الحواجز او المعابر، والاهم من كل ذلك، ان يتوهم الفلسطيني انه لديه دولة، صحيح انها هلامية بدون حدود وبدون تعريف، ولكنها تملك علماً ونشيداً ومؤسسات دولة بشكل ما، يعني أن تقليص الصراع -كما يطرح- ليس مجرد حوافز اقتصادية ولكنه ايضا افق سياسي محدد.

هذا يعني ان فكرة تقليص الصراع – كما طرحها العبقري اياه- تقوم على الوهم والايهام، وهم قيام دولة فلسطينية، ووهم أنه هناك سلام تم صنعه، ووهم ان الاحتلال لم يعد موجوداً، ووهم ان هناك صياغة سياسية مبدعة ارضت جميع الاطراف. والمطلوب منا نحن الشعب الفلسطيني كما قيادته ان نقبل هذا الوهم، وان نتعايش معه بحجة ان الظرف معقد وان الاقليم غير جاهز، وان المجتمع الدولي منافق، وان الولايات المتحدة الامريكية لن تعطي اكثر من ذلك، الى اخر هذه المعزوفة التي نسمعها منذ عام 1948 وحتى هذه اللحظة.

ما العمل اذاً؟! العمل هو ما نقوم به دائماً... ممارسة القدرة على البقاء.. وعلى عكس ما قالت فيروز او غنت "احترف الحزن والانتظار" فالحقيقة ان الشعب الفلسطيني يحترف الحياة بشكل لا مثيل له.