الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
وكأن الزمان عاد الى العام 1988 . وتجهد السلطة لإنجاح سلسلة لقاءات واتصالات مع الإسرائيليين ، ولكن حكومة الاحتلال متطرفة وعنصرية. تل ابيب لا تريد ورام الله لا تقدر وواشنطن لا تهتم وحماس تفاوض في القاهرة وترسل جميع قياداتها لإتمام صفقة تبادل الاسرى .
بقوة الدفع الذاتي ومن دون جاذبية . يستعد الفلسطينيون في الضفة ( ليس في بلديات قطاع غزة ) لانتخاب البلديات . وهنا تجدر الإشارة الى أن المدن الفلسطينية تعاني من مشاكل مدنية كبيرة مثل أزمات السير ، ونقص المواقف ، و الشوارع الرديئة ، و البناء العشوائي ، والنفايات المتراكمة بشكل بدائي ، وانحسار هيبة البلديات لصالح القوى والعشائر والتجمعات ، واحتلال الأرصفة والاعتداء على الأملاك العامة ، الى جانب أزمات الكهرباء والمياه في عدة مناطق . ما يدعو الى ضرورة الاهتمام بالبرنامج للانتخابي للبلديات وليس الى الانتماء التنظيمي لوحده . البلديات بحاجة الى خطط ، والخطط بحاجة الى قوة تنفيذية ، والقوة التنفيذية بحاجة الى محاكم بلديات تسد فراغ المحاكم التقليدية .
مرة أخرى نلفت الانتباه الى ان مناطق جيم التي يحكمها الإسرائيليون عسكريا وامنيا وتديرها بلديات فلسطينية شبه ذاتية ، تبدو اكثر تنظيما ونظافة وهندسة من المناطق التي تشرف عليها البلديات السلطوية !! وهو امر مخجل حقا .
حين تصبح هيبة البلدية أقوى من هيبة الأمن ، وحين تصبح قرارات المجالس البلدية أهم من قرارات الحكومة . نبني وطنا صالحا للعيش . وحين تصبح المواطنة جزء من المنهاج التعليمي في المدراس وفي البيوت نحصل على كرامة الحياة .
وطالما بيوتنا نظيفة وشوارعنا وسخة . وطالما ملابسنا جديدة وأفكارنا قديمة ، وطالما نختار افضل طعام ونختار اسوأ مرشح للانتخابات . فنحن نطلق النار على أولادنا .