الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الرئيس الأمريكي بايدين أشاح بوجهه عن قضايا المنطقة ، واتجه للاهتمام بالشرق الأقصى . أنهى ملف أفغانستان بانسحاب مهين امام العالم ، ويصارع روسيا على ارض القارة العجوز ، وينطح سور الصين العظيم بقرون من عجين .
بايدين الذي لم يتصل بالقيادة الفلسطينية من كل الفصائل والقوى سوى حين كانت تل ابيب تتعرض للقصف في شهر رمضان الماضي ، لم يتحدث مع أحد ولا حتى مع التكنوقراط ودعاة الليبرالية . لم يتصل بهم ولم يستقبلهم بالبيت الأبيض .
ويشكو الإسرائيليون من اهمال بايدين المستمر للموقف الإسرائيلي من الملف الإيراني . وبالكاد وبعد ضغط كبير من اللوبي الصهيوني في أمريكا وافق على استضافة رئيس وزراء إسرائيل الجديد نفتالي بينيت خلال ذروة الانسحاب الأمريكي من كابول .
امّا نفتالي بينيت الضائع سياسيا وحزبيا ، والمصدوم من فكرة انه اصبح رئيسا لوزراء الاحتلال أصلا . بدأ بتصدير أزمته مع واشنطن من خلال الاستقواء على الفلسطينيين وانكار جميع الاتفاقيات التي وقعت عليها إسرائيل بخصوص إقامة دولة فلسطينية . والعجيب أنه ينكر ويتنكر للاتفاقيات ويطالب الرئيس عباس بالتمسك بالاعتراف بإسرائيل وفق الاتفاقيات الموقعة عام 1993 .
وعلى ما يبدو ان أمريكا وإسرائيل وجامعة الدول العربية أوكلت مصر بإدارة الملف الفلسطيني بشقه الأمني . سواء مع غزة او مع رام الله . وهو أمر مكرر وصعب ويدور في حلقات تتداخل في بعضها دون جدوى . فإسرائيل لا تريد رفع الحصار عن قطاع غزة ولا تريد وقف العدوان على المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية ، ولا تريد وقف الاستيطان والتهويد .
امام القيادة الفلسطينية واحد من حلين :
أولا - الانتظار لاربع سنوات أخرى والمراهنة على ان يتغير موقف الجمهور الإسرائيلي من القضية الفلسطينية . وهو حل طوباوي يشطح فوق غمائم الخيال .
وثانيا – عدم الانتظار لمدة عام لحين انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول القادم 2022 . بل الهجوم وسحب الاعتراف بإسرائيل اليوم وقبل الغد . وليشرب نفتالي بينيت من كؤوس الكراهية التي رضع منها .
الانتظار بات شكلا من اشكال التأقلم السلبي والقبول المهين . هو الهزيمة بحد ذاتها عند الضعفاء ، وهو الحيلة الخبيثة عند الاقواء .