السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل انتصرت الطبيعة على الحكومات ؟ هل تعايش البشر مع كورونا ؟

نشر بتاريخ: 21/10/2021 ( آخر تحديث: 21/10/2021 الساعة: 02:35 )

الكاتب:

رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في نظرة على الماضي القريب قبل عشرين شهرا فقط . كانت عواصم العالم تركع وتتوسل امام اصغر فيروس في الطبيعة . تختبىء اقوى دول العالم تحت عباءات حظر التجوال . باريس تصفر فيها الرياح ، ولندن ترتعد من الخوف ، وروما تبكي حرقة الموت ولا تجد من يكفكف دموعها ، لشبونة ماتت من شدة الخوف وبروكسل استسلمت . والرئيس الامريكي يخرج بمؤتمر صحافي في واشنطن كل يوم .
توقفت المطارات ، وسكك الحديد ، وملاعب كرة القدم ، وتم عزل مدن كاملة عند العالم من ووهان في الصين وحتى بيت لحم !!
بعض الدول اغلقت المتاجر ، وضرب الناس بعضهم وهم يتشاجرون في اسواق امريكا على لفائف التواليت !! فيما صعد رؤساء مخابرات اسرائيل وامريكا بالطائرات النفاثة لينفذوا عمليات سطو ونهب وتهديد لمصانع اجهزة التنفس والكمامات وكحول التعقيم !!
قبل عشرين شهرا فقط . كانت البشرية تفقد عقلها وتتوحش . لم يعد الابن يصافح والده ، ولا الصديق يستضيف صاحبه !!! اغلقت ابواب المدارس والكنائس والجامعات والجوامع ، وقال الناس " ما لها ؟ " .

لبس البشر الكفوف وغطوا وجوهم بالكمامات وفرغت الشوارع من أناسها . اقفلت البنوك ورجعت الشيكات وهرع الناس يخزنون المواد التموينية ، واوقفوا الافراح والاتراح والليالي الملاح واحتموا بمنازلهم . وخضعت معظم وسائل الاعلام برمشة عين لحكومات لم تعرف ماذا تفعل سوى تصدير الخوف والقلق لشعوبها ، وساهم الاعلام في تعميق خوف الناس وذعرهم . ولم تسمح معظم وسائل الاعلام لأي وجهة نظر أخرى ان تظهر . ومن شدة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي لجأت بعض المناطق الى نصب الحواجز ومنع سكان بيت لحم من السفر اليها !!
واتضح أن الأكثر خوفا والاضعف هم انصاف المثقفين . انكشفوا مثل نمر من ورق . فكتبوا ضد عامة الناس( الجهلاء ) وطالبوا الشرطة بسجنهم ومعاقبتهم !!

اسرائيل كانت الاسوأ في السلوك المجتمعي . كانت الاكثر عنصرية وبانت على حقيقتها المتوحشة . ثم انكشفت كم هي قلقة وهشة .
اما المجتمع الفلسطيني المحاصر والمقهور من الاحتلال فاكتشف قوته وتكافله الاجتماعي وصلابة صموده .
لا عتب ولا ملامة ..
كي نعتبر ونفكر . كم هو الرأي الآخر ثمين في وقت الشدائد . وكم هو خطير ان لا يكون هناك رأي آخر نستمع اليه ونحقق التوازن من خلاله .
حين قال علماء البيولوجيا ان الفيروس لا يموت ، كانت شركاء الدواء ومصانع اللقاحات تزداد ثراء وثراء.
قبل عشرين شهرا فقط كان الناس يقاطعون مصاب كورونا ويقاطعون أهله وينبذون عائلته. وتقوم محموعة عسكرية بمراقبة مكان اقامته وتتولى اجهزة الامن متابة المصاب ضمن الخارطة الوبائية !! بينما قام الشاباك الاسرائيلي بمراقبة الجمهور من خلال التجسس على الهواتف النقالة .

نترحم على أرواح الضحايا .. ونزيد من حرصنا من خلال الوعي الصحي والحماية . ونستخلص العبر .