الكاتب:
عبد الرحمن جمال الفار
باحث اقتصادي - بريطانيا
تثير العملات المشفرة هالة كبيرة من التساؤلات حول حقيقتها و جدواها، و لكن شئنا أم أبينا فقد دخلت في حيز العُملات المتداولة.
عندما نتمعن في تعريف النقود حينها يمكن أن نُدرك جدية الفرضيات التي تقوم حول شكل النقود في المستقبل، فالنقود هي كل ما يتمتع بقبول عام في المجتمع ، أي بقبول عام كوسيلة لمبادلة السلع والخدمات ومقياساً للقيم ومستودعاً لها.
و مع تزايد القبول العام و الاقبال على شراء و تبادل العملات المشفرة و بالتزامن مع بدأ قبولها كوسيلة للدفع في الكثير من المحال التجارية و المؤسسات، إضافة إلى أن الكثير من العملات المشفرة أصبحت مُدرجة في منصات متخصصة و لكل عملة قيمة محددك فيها و بالتالي بإمكاننا القول أن العملات الالكترونية أصبحت وحدة للقياس أيضاً. أما الخاصية الثالثة للنقود فهي صلاحيتها لأن تكون وحدة للتخزين و التخوف المرتبط بسوق هذه العملات ناشئ من التذبذب الكبير في أسعارها، و في الحقيقة أن هذا التذبذب تخلقه قوى الطلب و ليس العرض فيها.
عموماً هناك أمران مهمان، الأول هو التذبذب في الأسعار و الثاني هو زيادة الطلب على هذه العملات، و لحل هاتان المشكلتان، فلربما يكون تحولها من اللامركزية إلى المركزية هو الحل و مصدر الأمان للمستثمرين فيها.
مؤخراً أبدت الولايات المتحدة مرونة اكبر تجاه العملات الالكترونية، تلتها دعوة الدول السبع الكبرى بضرورة تنظيم هذا السوق، القدرة الشرائية للعملات الرئيسية تنخفض باستمرار عبر الزمن, فالدولار الأمريكي اليوم يستطيع شراء ما كنت قادر على شرائه ب ٤ سنتات قبل مائة عام. أضف على ذلك " مخاطر الطاقة المتجددة" و قرنتها بكلمة "مخاطر" لأنها تهدد الطلب على الدولار في ظل احتمالية تأثيرها بالسلب على مصطلح البترودولار.
جميع المؤشرات تدل على شكل عملة المستقبل، لكن هوية المنظم و آلية التنظيم لا زالت مجهولة، دعونا نرقب خلال السنوات القادمة الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا بالدول متوسطة الدخل ذات الكثافة السكانية.
في الختام، إذا كان لديك شك في حقيقة وجود هذه العملات لانتفاء الخاصيتها الفيزيائية، فتذكر يا عزيزي أن ٨٧٪ من النقود التي تمتلكها الأرصدة البنكية غير متوفرة في الحقيقة، وأن النسبة المتبقية تسيطر عليها العملات المعومة و التي لا تمتلك أي غطاء فس بنوكها المركزية