الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
انخفض سعر الدولار الأمريكي الى أدنى حد له منذ 21 عاما دون تدخل البنك المركزي الإسرائيلي، حيث لم يقم المركزي بشراء الدولار لوقف انخفاض سعر الصرف . ما يعني انه مرشّح للانخفاض حتى 2.8 في الفترة القادمة . ولربما في العام القادم يعود للارتفاع الى نحو 4 شيكل للدولار كما حدث تماما قبل 15 سنة .
السوق الفلسطيني يحظى بحماية نوعا ما . وقياسا مع ما حدث مع الليرة اللبنانية والجنيه المصري وغيرها من الدول . فانه لا يوجد عملة فلسطينية لتنهار امام ألاعيب الدول المهيمنة على اقتصاد العالم . وفي فلسطين سلة عملات وليس عملة واحدة ( التعامل المالي في أسواق فلسطين يتم بالدولار الأمريكي والشيكل الإسرائيلي واليويو الأوروبي وبالدينار الأردني ) .
الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة غير المدعومة بالذهب . وفي خمسينيات القرن الماضي قالت أمريكا للعالم : هذه جيوشي في محيطات وبحار العالم وهي تفرض سعر الدولار على الأسواق ولا داعي لضمانها بأرصدة الذهب . أي ان أمريكا فرضت سعر الدولار على العالم " خاوة " و" زعرنة " بقوة السلاح . وظل العالم يلعب لعبة رصيد الذهب فيما تلعب أمريكا بالعالم بقوة السلاح !!
ولا يكلف الدولار الأمريكي البنك المركزي سوى سعر الورق والطباعة ، وهي تستطيع ان تطبع تريليونات الدولارات وان ترميها في السوق متى تريد وكيف تريد وتحدد سعرها ، وتقدر أن تخفضه كما تريد وبالسعر الهابط الذي تريد . ثم تجمعه من الأسواق وتعيد بيعه لنفس الدول بسعر مرتفع حين تريد . وهذا ما يسمى تلاعب بالأسواق العالمية لحل مشاكل التضخم في السوق الأمريكي .
فكلما واجهت أمريكا مشاكل تضخم ومشاكل اقتصادية في العالم ، تقوم بخفض سعر الدولار ( الشعب الأمريكي لا يتأثر بالأمر اطلاقا لأنه لا يتعامل سوى بالعملة الامريكية ) . وبهذا تقوم أمريكا بخلق أزمة استيراد وتصدير لضرب السوق الصيني والسوق الروسي والأسواق النامية التي تقوم بتصدير البضائع والنفط والقطن والمواد الغذائية .
وبذلك لا ترضى أمريكا بلعبة التبادل التجاري وأن تربح مرة واحدة . وانما تريد أن تربح عدة مرات في نفس الصفقة ( بضاعة – نقد – بضاعة ) . وهي تنحر الأسواق النامية .
لماذا لم يتدخل البنك المركزي الإسرائيلي ؟
يقال أن إسرائيل تحتفظ ب120 مليار دولار كاش في خزائنها السرية . وهي سوف تربح اذا انخفض الدولار مقابل الشيكل وسوف تربح اذا اترفع الدولار مقابل الشيكل . ولا يعنيها كثيرا تحطّم مئات التجار والمصدرين . ولكنها ضامنة ومضمونة في هذه اللعبة .
السوق الفلسطيني و ( العائلة الفلسطينية ) ومنذ خمسينيات القرن الماضي لا تثق بعملة واحدة ولا تربط مصيرها ببنك مركزي واحد .