الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خرم إبرة- موت قبل الأوان

نشر بتاريخ: 13/11/2021 ( آخر تحديث: 13/11/2021 الساعة: 12:49 )

الكاتب: رامي مهداوي

ملاحظة قبل أن تبدأ القراءة: قد لا يكون هذا المقال مقالا بالمفهوم التقليدي، بقدر ما هو تفريغ للعديد من الأسئلة والمشاهدات التي استنبطها من واقع المحيط بي، قد يكون هناك تشابه بتلك الاستفسارات التي أطرحها "أنا" الكاتب" و"أنت" القارئ وهذا مجرد صدفة لأننا نعيش في ذات الظروف الزمانية والمكانية!!
كمجتمع، هل نهتم حقا؟ من يهتم بنا؟ من هو المجتمع؟ ما الذي يجعلنا نهتم بالمجتمع؟ ما الذي يساهم في جعلنا لامبالين؟ ما الذي يجعلنا نقول، "أنا لا أهتم كثيرا"؟ أين بوصلتنا الأخلاقية؟ هل نمضي في الحياة دون اهتمام في العالم؟ هل نولي اهتماما جديا للأشياء؟ ماذا نعني في الواقع عندما نقول، إننا لا نهتم؟
من/ ما الذي نهتم به في الحياة؟ هل نتحمل المسؤولية عن اختياراتنا؟ هل نهتم أكثر بالآخرين قبل أنفسنا؟ هل نلبي احتياجات الآخرين؟ هل نهتم أكثر بما يعتقده الآخرون عنا؟ هل نريد ما نحن نريده؟ أم أصبحنا ما يريده الآخرون؟
رمي القمامة من السيارة، عدم الوقوف في الطابور، التعامل مع المرحاض العام بشكل مختلف عن ذلك الموجود في المنزل، التدخين في المستشفى، لا ندافع عن الحقيقة لأنها لم تؤثر علينا، نشر الإشاعات، عدم المشاركة في الفاتورة الشهرية لتنظيف ودفع فاتورة كهرباء إنارة العمارة التي تسكن فيها، الهروب من العمل في ساعات الدوام بتبريرات مختلفة، تصوير موتى بحادث سير، كتابة خبر دون التأكد من المعلومة، بإمكانكم إضافة العديد من المشاهدات.
هل حان الوقت لأن نكون صادقين بشأن مجتمعنا المهمل؟ هل حان الوقت لأن نكون واقعيين حول كيفية مساهمة كل واحد منا بطريقة ما في المجتمع حسب إمكانياته وقدراته؟ ماذا سيحدث إذا توقفنا عن إلقاء القمامة في الشوارع؟ هل نريد التغيير؟ هل يجب أن نبدأ التغيير بأنفسنا؟ ماذا سيحدث إذا بدأ كل واحد منا في الاعتناء بنفسه؟ ماذا لو أصبحنا التغيير الذي نريد؟ هل يمكن أن يؤهلنا الاعتناء بأنفسنا للاعتناء بالآخرين؟ هل من الممكن أن تؤدي العناية بأنفسنا إلى الاهتمام بمجتمعنا؟ هل من الممكن أن يكون التغيير بتلك السهولة؟
الناس غارقون في حياتهم، لذا فهم يفعلون ما يكفي فقط للبقاء على قيد الحياة. هذه طريقة كئيبة للعيش. إنه يبقينا في دائرة من الإهمال، هل فقط أصبحنا "مجتمع اللحظة"؟ إنه خيار ألا نعيش بلا مبالاة، ومرة ​​أخرى يعود الأمر إلى تلك الكلمة "المسؤولية"!! والخطوة الأولى هي إلقاء نظرة صادقة في المرآة.
ولكن، لماذا يسهل على البعض منا إلقاء مسؤولياتنا على عاتق الآخرين؟ أشعر أن جزءا من المشكلة هو أن معظمنا لا يحب تحمل المزيد من المسؤولية في الحياة. أيضا، يعيش الكثير منا في فقاعات أنشأناها في الحياة وقطعت شعورنا الطبيعي بالتواصل مع الآخرين. فقاعة بها "أنا" داخل كرة الفقاعة و"هم" في الخارج.
إن الفقاعات التي يعيش فيها الكثير منا والتي تخلق انفصالا مصطنعا بيننا، وبين الفرد، وبين أولئك الذين يقومون بالعمل في مجتمعنا لخدمته، هو انفصال مصطنع وبنية خاطئة وغير طبيعية. الشكوى والتذمر والأنين لا تغير شيئا. التعامل مع الأمر دون رد فعل هو المفتاح ولكن هذا يتطلب بعض التعلم وتطوير الفهم. في النهاية، أتفق مع المقولة التي تقول: اللامبالاة شلل يصيب الرّوح، موت قبل الأوان.