الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كفاح الحزب الشيوعي الصيني الممتد لمائة عام يعود بالخير على البشرية

نشر بتاريخ: 21/11/2021 ( آخر تحديث: 21/11/2021 الساعة: 12:00 )

الكاتب: السفير قوه وي

انعقدت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني ببكين خلال الفترة ما بين 8 و11 نوفمبر 2021، وهي بمثابة اجتماع هام يوجه تنمية الصين في لحظة تاريخية حاسمة. وأُجيز في الدورة الكاملة قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام، ما يلخص المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام بشكل كامل، مؤكدا على إقرار الحزب مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواةً للجنة الحزب المركزية وللحزب كله، ومكانة أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بوصفها مرشدا. وقررت الدورة الكاملة عقد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في النصف الثاني من عام 2022 ببكين، ما سيصدر بوق الحزب الشيوعي الصيني في مسيرته الجديدة التي يقود الشعب الصيني فيها نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

لم يسعَ الحزب الشيوعي الصيني وراء تحقيق سعادة الشعب الصيني والنهضة العظيمة للأمة الصينية فحسب، بل إلى تقدم البشرية والتناغم العالمي أيضا، وظل يتمسك بوضع العالم ككل في اعتباره، ويفهم العلاقة مع العالم الخارجي ويتعامل معها بطريقة صحيحة انطلاقا من التيار الشامل لتنمية البشرية والنمط العام للتغيرات العالمية والتاريخ الطويل لتطور الصين.

يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية، مما قدم إسهاما لتقدم الحضارة السياسية للبشرية. ولخص البيان الصادر عن الدورة الكاملة ممارسات البناء السياسي الديمقراطي في الصين، مؤكدا على تطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، وضمان كون الشعب سيدا للدولة. ما إذا كانت الدولة ديمقراطية أم لا، فإن شعبها هو الأحق بالحديث عن هذا الموضوع. ووفقا لآخر نتائج استطلاع للرأي نشرتها الهيئات الاستطلاعية الأمريكية، بلغت نسبة رضاء الشعب الصيني للحزب الحاكم الصيني والحكومة الصينية 95% و98% على التوالي. وهذا أفضل رد لما إذا كان الشعب الصيني يتمتع بالحقوق الديمقراطية. وعليه فإن الديمقراطية ليست براءة اختراع للدول الغربية، وإنما لكل بلد الحق في اختيار مسار التنمية الديمقراطية المناسب له. وبعد مائة عام، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني وطور الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة التي كسرت "أسطورة الديمقراطية" الغربية، وأظهر ثقة الشعب الصيني العالية في نظامه السياسي، وقدم مرجعا مفيدا لعدد كبير من الدول النامية لاستكشاف نمط ديمقراطي مناسب لظروفها المحلية.

يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بسلك طريق تحديث ذي أسلوب صيني، مما قدم إسهاما لعملية التحديث العالمي. وأكد القرار على نجاح الحزب في قيادة الشعب الصيني لسلك طريق تحديث ذي أسلوب صيني، وابتكار شكل جديد من الحضارات البشرية، وتوسيع سبل توجه الدول النامية نحو التحديث، وتوفير خيار جديد كل الجدة لبلدان وأمم العالم التي تأمل في تسريع تنميتها والمحافظة في الوقت نفسه على استقلاليتها الذاتية. وبين العامين 1979 إلى 2020، كان متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للصين 9.2% مما جعل الصين محركا رئيسيا للاقتصاد العالمي، وظلت أكبر مساهم في الاقتصاد العالمي منذ عام 2006، حيث بلغ متوسط مساهماتها أكثر من 30% من الإجمالي. وتم انتشال 770 مليون شخص من سكان الريف الذين يعيشون تحت خط الفقر من براثق الفقر، حيث تجاوزت نسبة مساهماتها في تخفيف الفقر في العالم 70%.

يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بدفع التنمية العالية الجودة، مما قدم إسهاما لتحقيق تنمية عالمية أقوى وأكثر اخضرارا وصحة. ونجحت الصين في إطعام الذين يقربون من 20% من سكان العالم يزيد عن 1.4 مليار نسمة من خلال تلبية مطالبهم المتنوعة من المنتجات الزراعية عالية الجودة بتوظيف 9% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة على كوكب الأرض. وتمت الصين بإضافة ربع مناطق الغطاء النباتي الجديدة في العالم على مدى العقدين الماضيين، بنسبة مساهمة مرتفعة تحتل المرتبة الأولى في العالم، لتصبح أكثر دول زيادة في موارد الغابات في العالم. إن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 أصبحت منتجا عاما دوليا وشعبيا ومنصة للتعاون العالمي. اعتبارًا من عام 2020، تجاوز إجمالي حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق 9.2 تريليون دولار أمريكي، ويقترب الاستثمار المباشر التراكمي في الدول على طول الطريق من 140 مليار دولار أمريكي. وقد قدمت الصين أكثر من 1.7 مليار جرعة من اللقاح ضد فيروس كورونا لأكثر من 110 دولة ومنظمة دولية من أجل دعمها لمكافحة الجائحة. فتساعد مبادرة "الحزام والطريق" شعوب الدول الواقعة على طول الطريق على تحقيق حياة أفضل.

يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بالوفاء بمسؤولياته الدولية، مما قدم إسهاما لدفع التنمية السلمية للبشرية. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم تثر الصين أي حرب أو صراع بمبادرة منها، كما أنها لم تغزو شبرًا واحدًا من أراضي الدول الأخرى. وتضطلع الصين بأمانة بالمسؤولية والرسالة اللتين تحملهما كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وتعمل على صيانة مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، صيانةً وممارسةً لتعددية الأطراف الحقيقية. وقد بعثت الصين أكثر من 50 ألف فرد للمشاركة في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة، وأصبحت ثاني أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة وثاني أكبر مساهم في ميزانية حفظ السلام. وظلت الصين تسعى دائما إلى التمسك بالعدالة والأخلاق الدوليتين تجاه القضية الفلسطينية، وتدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاسترداد حقوقه الوطنية المشروعة، داعمة للجهود الرامية لحل سلمي للقضية الفلسطينية، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لا يأمل الحزب الشيوعي الصيني في أن يعيش الشعب الصيني معيشة جيدة فحسب، بل يأمل في أن تعيش شعوب العالم معيشة جيدة أيضا. ويتمسك الحزب الشيوعي الصيني تحت قيادة لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ، بوضع العالم ككل في اعتباره، والوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وظل دائما ممن يبني السلام العالمي ويسهم في التنمية العالمية ويحمي النظام الدولي، ويعمل مع كافة الدول على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وبناء عالم أفضل.