الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الجمود السياسي الذي تشهده القضية الفلسطينية منذ 2008 ، وتوقف المفاوضات بشكل تام ، وهروب الإدارة الامريكية والحزب الديموقراطي عن المشهد ، وصمت الغرب ، والموت السريري لجامعة العربية .. وعوامل ميدانية أهم مثل اعتداءات المستوطنين اليومية ، وتهويد القدس ، والمخططات الاستيطانية في الأغوار وباقي انحاء الضفة ، والاقتحامات والقتل والاختطاف . لم تكن كافية لانفجار الانتفاضة بمعناها الذي شاهدناه في الثمانينيات .
لكن وفي الأشهر الماضية تحوّلت جائحة كورونا الى عقوبة جماعية وفقدان الوظيفة بالنسبة لسكان القدس وبيت لحم وغيرهما من المحافظات . فدخلت عوامل جديدة متفجرة على المشهد : ضعف السلطة لدرجة غير مسبوقة في الخليل وجنين والمخيمات المهمشة التي لا تقدم لها الحكومات اية خدمات تذكر ، افلاس الخزينة والوصول لمرحلة التسوّل والتقشف ، انتشار السلاح بين المدنيين لاعتقادهم بضرورة الدفاع عن انفسهم ، وتدهور الأوضاع الاقتصادية عند الأغنياء والفقراء على حد سواء ، وانخفاض سعر الدولار امام الشيكل على شعب مغلول بالقروض والفوائد للبنوك ، والأخطر من هذا كله مواصلة الاحتلال الاعتداء على الاماكن الدينية والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي . كل هذا يعطي إجابة متوقعة ولا تحتاج الى ذكاء .
رئيس حكومة الاحتلال العنصري نفتالي بينيت ، وفي خطوة غبية غير محسوبة لم يسمح لنفسه بذكر اسم فلسطين او الفلسطينيين في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة . وهذه رسالة فهمها الفلسطينيون جيدا .
دفعات لم الشمل الجديدة ، وعدم توقف الرواتب لموظفي المستشفيات والمؤسسات السلطوية منع الانفجار المحتوم , ولكن :
وفي حال لا تحدث معجزة سياسية تعيد الامل للفلسطينيين . لن يحتاج الامر الى الانتظار حتى الموعد الذي حدده أبو مازن في شهر أيلول القادم لسحب الاعتراف بإسرائيل .
فالأمور على الأرض تشبه غابة جافة وساخنة . ولا تحتاج سوى لعود ثقاب واحد فتشتعل من جميع جوانبها .
والسؤال الان : أي تنظيم هو الذي سيشعل عود الثقاب !