الكاتب:
معتز خليل
تحركات متواصلة لا تتوقف في الشارع الفلسطيني ، وهي التحركات التي تأتي مع دقة المشهد الدولي العالمي من حولنا ، وبقراءة الصحف العالمية سنجد إنها تعني بالفعل بدقة المشهد السياسي وتأثيره على القضية أو الحقوق الفلسطينية على حد سواء.
وعن هذه النقطة تقول صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل جديا على وقف والتصدي لعملية انهيار الليرة التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الليرة استمرت في الانخفاض ووصلت أيضًا إلى مستوى تاريخي غير مسبوق ووصل سعرها إلى قرابة 14 ليرة مقابل الدولار الواحد ، ونبهت الصحيفة على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدلى بعدد من الحوارات الصحفية أخيرا ، وهي الحوارات التي يأمل في أن تؤدي إلى تحسن الاستمارات الأجنبية والأهم تحسن العلاقات السياسية لتركيا.
وأوضحت الصحيفة أن الكثير من القيادات الاقتصادية التركية كانت تتعشم في أن يؤدي الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف ب"بريكزيت" إلى الدفع بتركيا إلى الدخول للاتحاد الأوروبي بل وتساهم في الارتقاء بالوضع الاقتصادي ، إلا أن الواقع اثبت غير ذلك تماما.
وبالطبع لم يغب عن الكثير من الصحف ووسائل الإعلام الربط بين تداعيات ما يجري الآن على الساحة وبين هذه التطورات ، وعلى سبيل المثال قالت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم "أن احتمال تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية يتصاعد بعد أن رفضت محكمة صهيونية التماساً قدّمته 100 أسرة فلسطينيّة في بلدة سلوان المحاذية للبلدة القديمة في مدينة القدس لوقف هدم منازلها".
ونقلت الصحيفة، عن مصدر في المقاومة الفلسطينية، "أن المقاومة في غزة تتابع ما يجري في مدينة القدس عن كثب وتتدارس هذه القضية، وستكون لها قرارات حاسمة في حال نفّذ الاحتلال مخطّطاته، محذّراً الاحتلال من ارتكاب حماقات في المدينة المقدسة لأن ذلك سيمثّل وصفة لتفجير الأوضاع".
اللافت أن كل هذا يجري في إطار تحركات سياسية ودبلوماسية فلسطينية مهمة ودقيقة ، حيث التقى رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أخيرا مع الرئيس محمود عباس أبو مازن وسلمه رسالة من العاهل الأردني الملك عبد الله ، وهي الرسالة التي ركزت على الجهود المبذولة لإيجاد حل لخطة الدولتين وضمان الدعم الاقتصادي للسلطة الفلسطينية. وأكدت الرسالة أن الأردن سيواصل تكريس جهوده لدعم الفلسطينيين.
من ناحية أخرى ألتقى أمير قطر بأبو مازن أمس وأطلعه على آخر المستجدات في العاصمة. وبحسب مسؤول في الوفد الفلسطيني تحدث لبعض من الصحف الفلسطينية المرافقة للرئيس ، فإن حماس تخشى تحسن العلاقات بين الأمير وأبو مازن لأنهم لا يريدون للسلطة الفلسطينية دعم سياسي واقتصادي كبير.
عموما فإن التحركات السياسية الفلسطينية باتت مهمة ودقيقة ، وهو ما بات يمثل أهمية استراتيجية ليس فقط على الساحة السياسية الخارجية ولكن الداخلية أيضا.