الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.. صرخة في وجه عالم ظالم ودليل ساطع على عجز المنظمة الاممية

نشر بتاريخ: 04/12/2021 ( آخر تحديث: 04/12/2021 الساعة: 18:55 )

الكاتب:

السفير حكمت عجوري

بعد مرورر ثلاثين سنة على عجز منظمة الامم المتحدة في تطبيق قرارها بتقسيم فلسطين الى دولتين والذي يحمل رقم 181 ، قررت المنظمة ومن خلال جمعيتها العمومية ان تتلحف بالدول اعضاء جمعيتها العمومية وشعوبها مطالبة اياهم باحياء ذكرى هذا القرار في يوم صدوره من كل عام وهو التاسع والعشرين من شهر نوفمبر سنة 1947 وهذا من باب اضعف الايمان وربما تغطية لعورة عجز هذه المنظمة وعدم قدرتها على تطبيق القرار خصوصا وان هذه المنظمة هي المؤتمنة دوليا على امن وسلم العالم وشعوبه كافة وبدون استثناء..

بالرغم من كل ذلك نرى ان هناك اهمية في احياء هذه الذكرى وهي تكمن في كونه تذكير اممي دائم على ان الحق الفلسطيني ما زال بانتظار اعادته الى اصحابه وهو حق لا يسقط بالتقادم خصوصا وان المسؤول الاول والاخير عن ذلك هو نفس هذه المنظمة الاممية التي ارتكبت خطيئة تقسيم فلسطين دون موافقة او حتى استشارة اهلها الاصليين من اصحاب الجذور الكنعانية من اتباع سيدنا المسيح رسول المحبة والسلام واتباع خاتم النبيين محمد (صلعم) الذي منح فلسطين واهلها القدسية بامر الهي حيث اسرى به ليلا وعرج به الى السماء من القدس عاصمة فلسطين الابدية.

عجز منظمة الامم المتحدة تجلى ليس فقط بتقصيرها تجاه شعب فلسطين فحسب ولكن تجاه هذه المنظمة نفسها وتجاه ميثاقها الذي يوجب على كل عضو من اعضاء هذه المنظمة احترام هذا الميثاق ومراعاة كل ما جاء فيه من مبادئ وقوانين وهو ما اكدت عليه المنظمة في محطات اخرى ومن خلال مجلس امنها حيث قامت بتدمير دول حماية لهذا الميثاق .

وفي هذا السياق نُذَكِر بان قبول المنظمة بدولة الكيان الصهيوني عضوا فيها كان مشروطا بشرطين الاول سماح اسرائيل لمن هَجرتهم عصاباتها بقوة السلاح من اصحاب الارض في حرب النكبة ان يعودوا الى ديارهم والثاني هو التطبيق الكامل لقرار التقسيم باقامة الدولتين وليس دولة واحدة وعلى المساحة من الارض التي تضمنها القرار وقد قبلت اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بهذين الشرطين وتعهدت بتطبيقهما الا ان اسرائيل عملت ودون كلل ومنذئذ على عكس ذلك تماما.

بداية استولت اسرائيل بالقوة على نصف المساحة المقررة بحسب قرار التقسيم لاقامة الدولة الفلسطينية عليها حيث ان اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال اصبحت تقوم على مساحة 78% بدلا من 56% من مساحة فلسطين التاريخية كما نصت عليه بنود قرار التقسيم الذي يعتبر بمثابة شهادة ميلاد لاسرائيل كما وضربت اسرائيل بعرض الحائط كل القرارات الاخرى ذات الصلة الصادرة من المنظمة الاممية التي تدعو اسرائيل بشكل مبلشر وغير مباشر بضرورة التزامها بميثاق المنظمة وما يحتويه من واجبات مُلزِمه لها ولكافة الدول الاعضاء بهذه المنظمة وهو ما يستدعي وبكل المفاهيم الحسابية والسياسية والاخلاقية ازاء تنكراسرائيل هذا وضربها بكل ذلك بعرض الحائط يستدعي وجوب طرد اسرائيل من المنظمة والغاء عضويتها واعلانها دولة مارقة الى ان تعود الى رشدها وتوقف والى الابد تعدياتها المتكررة على المنظمة وقوانينها بما فيها القانون الدولي والدولي الانساني من خلال جرائم حربها وجرائمها ضد الانسانية التي تمارسها جهارا نهارا ضد الشعب الفلسطيني تحت احتلالها وممارسة بلطجة الدولة المارقة ضد بقية دول المنطقة.

ليس ذلك فقط وانما شيطنة اسرائيل الدائمة لوكالة غوث اللاجئين (الانروا) وتحريض الرئبس الامريكي السابق المضطرب عقليا ترمب من اجل تجفيف المصادر المالية للوكالة بهدف انهائها و شطبها كونها الشاهد الدولي الحي على جريمة العصابات الصهيونية بتهجير الفلسطينيين اصحاب الارض من ارضهم التي ورثوها ومنذ الاف السنين عن اجدادهم ، اضافة الى ان وكالة الغوث (الانروا) ما زالت وعلى مدار 73 سنة تعمل كناقوس يقرع في اذان المنظمة الاممية ليذكرها بحال اللاجيء الفلسطيني سواء اكان في وطنه ام في الشتات وهو الحال الذي يصعب حتى على الكفرة الامر الذي يعني اخلاقيا ان على المنظمة الاممية واجب تطبيق قرار التقسيم وباي ثمن وليس مجرد احياء ذكرى صدوره وذلك من باب احترام هذه المنظمة لنفسها ولميثاقها.

كثير مما سبق كنت قد ذكرته اكثر من مرة من على هذا الموقع ومن خلال مقالات تم نشرها في صحف اجنبية ومن خلال عروض قدمتها بمناسبة يوم التضامن ولن اتردد في تكرار ذلك كوني ارى فيه صرخة في وجه عالم ظالم منح ضميره الانساني اجازة مفتوحة فيما يخص فلسطين واهلها حيث انه وبالرغم من ظلم وجبروت دولة الكيان الصهيوني وجرائمها بحق الفسطينيين الذين هم اصحاب الارض التي تقوم عليها دولة الكيان ما زلنا نرى دول من العالم الاول التي نعتبرها منارة للحضارة والقيم نراها وللاسف تقف الى جانب اسرائيل دولة الاحتلال والابرتهايد ضاربة هي ايضا بذلك وبعرض الحائط كافة قيمها المتمحورة حول حقوق الانسان وكأن الفلسطيني بالرغم من انه صاحب الحق اصبح مخلوق من خارج هذا الكوكب.

ما سبق يشجعني على تذكير كل هؤلاء بان الفلسطيني سليل شعب الجبارين كان قد انتصر على بريطانيا الانتدابية وحليفتها الحركة الصهيونية في ثورة ال 36 ليس بقوة السلاح ولكن بقوة الارادة والابداع باضرابه الشهير وبعصيانه المدني الامر الذي اضطر بريطلنيا في حينه للاستعانة باعوانها من الحكام العرب الذين تدخلوا ليس دعما لفلسطين وشعبها وانما دعما للمخطط الاستعماري لاقامة دولة الكيان على حساب الفلسطينيين ومن اجل قيام كياناتهم الوظيفية التي قامت من اجل وما زالت تؤدي نفس دورها الوظيفي خدمة لنفس المخطط والذي لم يعد سرا والذي انكشف للعلن من خلال التطبيع الابراهيمي الذي لا يمت لا دينيا ولا سياسيا ولا اخلاقيا لابي الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام.

ختاما اقول بان الارض لا يحرثها غير عجولها والانسان الفلسطيني مبدع بطبيعته وكل ما يحتاجه هو ان يمد يده في جعبة ابداعه ليخرج منها ما يتناسب مع هذه المرحلة لمقاومة الاحتلال وكنسه والتي ارى ان ابجديات هذا الابداع الفلسطيني تكمن في رفض الامر الواقع وانهاء الانقسام الخياني وباي ثمن كونه قد تم فرضه علينا من قبل الاحتلال الصهيوني منذ ان اعاد شارون موضعة قواته من داخل غزة الى خارجها سنة 2005 تاسيسا لمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، واما اذا كانت المرابطة في ارض الرباط مفروضة علينا من الله سبحانه فالواجب ان تكون مرابطة بعزة و بكرامة وليس مرابطة تحت بساطير جنود الاحتلال ذلك ان كنا نبتغي مرضاة الله.