الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
من يتابع الصحافة العبرية يلاحظ حالة الهستيريا التي دخلت فيها إسرائيل. هستيريا كاملة ومتكاملة بناها نتانياهو ضمن منظومة الخوف ولم تعد إسرائيل قادرة على الخروج منها. ومفادها ان امتلاك ايران او العرب للتكنولوجيا النووية يعني نهاية إسرائيل .
ووفق هذه النظرية أجازت إسرائيل لنفسها منع جميع الشعوب العربية من الاستفادة من الطاقة النووية. واغتالت هي وأمريكا نحو 11 الف عالم فيزيائي عربي وفارسي .
قصفت مفاعل الذرة في العراق عام 1981 وقصفت دير الزور في سوريا قبل نحو عشر سنوات، وشارك ضباط الموساد في اختطاف واغتيال الاف العلماء العراقيين بلا رحمة. وهكذا الان مع ايران .
وكل ما سلف بديهيات لا تحتاج الى استفاضة. ولكن الجديد هو: ماذا لو قفزت ايران عن عتبة النووي وأصبحت تمتلك القدرة ( وليس مجرد الرغبة) في صنع قنابل نووية وأسلحة إبادة ؟
ماذا لو امتلك العرب وحزب الله والمقاومة اللبنانية والمقاومة اليمنية والجيش السوري او المصري أو العراقي صواريخ قادرة على حمل رؤوس محملة بالأسلحة القادرة على الإبادة ؟
إسرائيل حشرت نفسها في خانة أنه ممنوع لهذه الدول ان تمتلك الطاقة النووية. والاجابة أنها مسألة وقت فقط، وتمتلك أكثر من جهة هذه التكنولوجيا التي لم تعد مستحيلة مع تطور المعرفة والتكنولوجيا .
ولو ان إسرائيل استثمرت عشرة بالمائة فقط مما انفقته على منع الاخرين من امتلاك هذه الكنولوجيا في صنع سلام حقيقي. لما وصلت الى هذه النقطة .
لا تزال إسرائيل تربط بقاءها وفناءها بعدم امتلاك الاخرين المعرفة. وهذه قمة الغباء والعنصرية .
يوما ما سوف تمتلك ايران التكنولوجيا النووية. ويبدو أن السعودية تمتلك جزءا منها. ولن يستطيع كل العالم منع مصر من التفوق التكنولوجي لان حضارة سبعة الاف عام لا يمكن أن تتجمد كرامة لعيون الاحتلال .
ولا استبعد أنه في يوم من الأيام سوف تمتلك فلسطين قنبلة نووية. فماذا ستفعل إسرائيل حينها ؟
منع الأمم الأخرى من امتلاك المعرفة ليست استراتيجية صالحة لضمان الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل .
فقد نجح العالمي الباكستاني عبد القدير خان من صنع قنبلة نووية رغم أنف العالم كله .
وفي يوم من الأيام سوف يظهر عالم فلسطيني ويفعل ما فعله عبد القدير خان .
إسرائيل لا تفكر الا بفنائها. وهي التي تدفع الاخرين للتفكير بذلك .