الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم تستقبل الجزائر العظيمة الرئيس الفلسطيني أبو مازن فحسب ، وإنما استقبلت واحتضنت قضية العصر كله. واحتضنت كل فلسطيني أينما كان وأينما حل. وقد شعر كل طفل فلسطيني وكل شيخ بطيب المشاعر وثبات المبدأ عند هذا البلد الشامخ .
وفي وقت تتهاوى فيه بعض الحكومات والأنظمة العربية الضعيفة والمتخاذلة في أحضان الصهاينة . تبقى بعض العواصم عصية على الركوع الذليل أمام الأعداء ، وهي رسالة لكل احرار العالم أن الشعوب العربية والقيادات العربية لم تركع عند قدمي جهاز الموساد ولم تحن رأسها أمام الغزاة ، كما فعل البعض وبشكل مهين للأمّة بكاملها .
الفلسطيني في الأرض المحتلة لا يطلب مالا من امراء التطبيع ، لأنه غني والاحتلال هو الذي ينهب خيراته ويمنع تطوره. وقلنا من قبل أن غزة كانت وسوف تبقى أغنى من كثير من الدول التي انهارت في مخور التطبيع . كما ان فلسطين ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم بل هي قضية جميع الاحرار في العالم .
ووسط المشهد السوداوي المظلم. أَطلَّتْ الجزائر بكل عظمتها وجلالتها لتشد على يد فلسطين . شكرا للجزائر شعبا وحكومة. شكرا للجزائر من الان وحتى انطفاء القمر . شكرا لأساتذة النضال وفرسان الحرية.
حينما يرمي الاوغاد السم في جميع الاّبار . لا يطمئن الفلسطيني وهو عطش سوى حين يشرب من بئر الجزائر .
حين تتهاوى خناجر الغدر على ظهر الفلسطيني من كل صوب وحدب . وحين يغدر الجميع ، لا يلقي الفلسطيني بظهره النازف سوى على جدار الجزائر الذي لا يغدر ولا يخون .
حين يبكي أسير فلسطيني بعد 40 عاما في زنازين الاحتلال . لا يعيد له البسمة الا النشيد الوطني الجزائري .
حين تجهش والدة شهيد طفل على قبر صغيرها / وتنهار من الحسرة. لا ترفع رأسها الا بكلمة من الجزائر .
اعجز عن التعبير . وتهرب مني خيول الشعر حين أكتب عن الجزائر .
لكنني أقول للفلسطينيين الان ، وبعد مئات السنين إنه في سنة ما تسابق امراء التطبيع وأنظمة الذل والعار على قتل روح الفلسطيني ، وراحوا يخيطون له الكفن وهو حي . فجاءت الجزائر ودافعت عن فلسطين وبلسمت جراحه . واعادت له الروح .