الكاتب:
الدكتور محمد المصري
رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية
07/12/2021
فتح .. حركة الفعل الفلسطيني
حركة فتح التي شكّلت انطلاقتها في سنة 1965 انبعاثاً للأمّة وقدرتها على الرد والمواجهة. وكذلك شكّلت انبعاثاً للشعب الفلسطيني الذي اعتبر أنه مجرد لاجئين في خيام، أو جماعات غير معرّفة. لهذا، فإن فتح التي انطلقت سنة 1965 كانت تفصل بين عهدين، عهد تذويب الهوية الفلسطينية كشعب وحقوق، وعهد تحول فيه هذا الشعب إلى رقم صعب لا تتم المعادلات إلا به، ومنذ ذلك الوقت، فإن حركة فتح استوعبت معظم الحراك الفلسطيني، المسلح منه وغير المسلح، منذ تلك السنة وحركة فتح تعبّر عن آمال الشعب وأحلامه وأوجاعه، فقد مثلته سياسياً، ونضالياً واجتماعياً ومعنوياً وتنظيميا، ولهذا لم يكن صعباً على حركة فتح مع غيرها من الفصائل الفلسطينية أن تدخل إلى منظمة التحرير الفلسطينية وأن تغيّر وجهتها من هيئة تتحرك وتأتمر بعقلية أنظماتية ورسمية إلى هيئة تعبّر عن هموم الناس وتواجه مشاكلهم.
ومنذ عام 1965 وحركة فتح تقوم بما لم تقم أية حركة ثورية في العالم، ونجحت فيما لم تنجح به حركات ثورية كثيرة قديمة وحديثة، إذ أن حركة فتح أنجزت ما يلي:
وحّدت الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده على شعار بسيط واحد يتمثل في أن السواعد الثورية هي التي تحرر وترث وتقود، وأن اللقاء على أرض المعركة يحدد الصدق من الكذب، وأن العمل بأنواعه هو الذي يعطي للكلمة معنى وأحقية. إن هذه الشعارات البسيطة والواضحة والقوية اختصرت وكثّفت عشرت آلاف الكتب والمحاضرات الفكرية وغيرها. وبهذا المفهوم فإن حركة فنح في حينه -وما تزال- تقدم الوصفة السحرية لكل تطور ولكل تقدّم. أكثر من ذلك، فتح ما تزال قادرة على أن تتجاوز المرحلة، وأن تخترق الأزمة بهذه الشعارات البسيطة القوية والنافذة. فتح قدّمت -وما تزال- الحل السحري لحركة الجماهير وتخليصها من الحيرة والارتباك والاضطراب. وأعتقد أنها ما تزال قادرة على ذلك حتى الآن، بل يمكن القول ان الحركة تمتلك مساحة أكبر للفعل وربما تكون مطلوبة الآن أكثر من أي وقت آخر، نقول ذلك لأن حركة فتح ملك للشعب الفلسطيني، ونعطي أنفسنا الحق في الكلام عنها لأننا نعتبر أن حركة فتح هي ذخرٌ للجماهير وسندٌ للشعب كلّه وقائدة للعمل الوطني قديماً وحديثاً.
حركة فتح استطاعت أن تحافظ على وحدانية واستقلالية القرار الفلسطيني، واستطاعت حمايته من الاستخدام أو التوظيف أو الاستئجار أو البيع أو التوكيل. استطاعت حركة فتح من خلال هذا الأمر المكلف جدا أن تحافظ على هوية فلسطينية ذات حدود ومصالح محدودة، وبهذا استطاعت أن تعقد تحالفاتها وتحدد أعدائها وأصدقائها. ورغم أن مسألة استقلالية ووحدانية القرار الفلسطيني قد مَرَّتْ في ظروف من الالتباس والارتباك وربما عدم الوضوح، إلا أن حركة فتح بالذات – مع الفصائل الفلسطينية الأخرى بالطبع- عملت على التمييز بين القرار والمصلحة الفلسطينية وبين الصراعات والاصطفافات الإقليمية والدولية، بحيث ظلَّ القرار الفلسطيني يعبر عن المصلحة والحلم والهدف، ورغم مخاطر ذلك وخطره، إلى أن حركة فتح تحمّلت كل هذه المخاطر والأخطار، أكانت عسكرية أم سياسية. ولهذا فإن فتح – وما تزال- قادرة على تحديد البوصلة ومعرفة الاتجاهات وحماية القرار الفلسطيني بما يكفل تحقيق المصلحة.
حركة فتح اشتبكت مع المحتل الاسرائيلي في كل الجبهات وعلى كل المستويات، وبكل الوسائل المتاحة، وبذلك فإن فتح قدمت النموذج الثوري والمسلك الثوري – وما تزال قادرة على ذلك حتى هذا اليوم – أن الاشتباك مع المحتل الإسرائيلي منذ عام 1965 أدى بين أمور أخرى إلى أن يتوقف المشروع الصهيوني أو يتجمد وأن لا يحقق أوهامه وأحلامه بأرض بلا شعب أو بشعب طَيِّعٍ لا يثور ولا يطالب بحقه. شكلت حركة فتح وما تزال حربة لهذا الشعب وللأمة العربية والعالم أيضاً بأن الشعب الفلسطيني ما يزال يطالب بحقه وأنه يستطيع وقادر على أن يقدم الضحية تلو الضحية على مذبح الحريّة المقدّس. حركة فتح خزان الثورة والتضحية والعطاء. وهي واحدة من أهم أسباب تجمد المشروع الصهيوني وعدم قدرته على التمدد والتوسع العسكري.
حركة فتح مثلت الشعب الفلسطيني سياسياً واجتماعياً في كل انتخابات لهيئات أو نقابات أو جمعيات أو بلديات او مجالس تشريعية، ان انتخاب مرشحي فتح في تلك الانتخابات يدل على صواب الرؤية وبراغماتية الأداة، ووسطية السلوك، ان حركة فتح كانت وما تزال تعبر عن التيار العريض للشعب الفلسطيني وهذا يعني أن أدوات الحركة وذخرها وجهودها واعتدالها ما يزال فاعلاً وجاهزاً للعمل الميداني والسياسي، وأن امكانية استعادة كل ذلك لا يتطلب الجهد الكبير.
حركة فتح اثبتت أنها وحدوية، لا تُقْصِي ولا تَسْتَبْعِد، بل انها اثبتت بالدليل القاطع انها تؤمن بالمشاركة والتنسيق مع باقي فصائل العمل الوطني، ورغم أن هذا الأمر قد يمرّ في ظروف من الجزر والمدّ ولكن مبدأ المشاركة هو الذي يحكم سلوك حركة فتح وأبنائها دائما. ان هذا الإيمان بهذا المبدأ يجعل من حركة فتح قائدة العمل الوطني ورائدته. وهو يفرض عليها القدرة على التواصل والاستماع والتقاسم والتسويات حتى لو كانت مؤلمة.
لماذا على فتح أن تتغير إذن؟!
ان حركة بهذا التاريخ وهذا التميز وهذا الانجاز يُفرض عليها أن لا تستسلم للظروف أو تخضع لتقلبات الزمن، فقد أثبتت هذه الحركة أنها قادرة على البقاء والتجاوز رغم كل الحصارات.. قد يقول قائلٌ أن حركة فتح مثل كل حركة ويجري عليها أحكام الزمن وسنن التطور، وأنه لا بد من التغير والتغيير، وقد يكون ذلك صحيحاً لو حصلت على استقلال وسيادة وتحرر، ولكن هذا لم يحصل، وبالتالي، لماذا كان على حركة فتح أن تتغير. ما يزال مطلوباً من فتح ما كان مطلوباً منها سنة 1965 إن لم يكن أكثر، إذ أن المحتل الإسرائيلي أثبت أنه لا يفي بالوعود ولا يقيم وزناً لشيء، وأكثر من ذلك، إذ أن المحتل وكأن ليس فقط هزمنا، بل "خدعنا" أيضاً، لماذا على فتح أن تتغير إذن؟! لم يتحقق أياً من الأهداف التي تم وضعها نُصب العين، وأقصد في ذلك تحقيق العودة وإقامة الدولة وإنهاء الاحتلال!! لم يتحقق أياً من أدواتها. ولماذا على الحركة أن تتغير ما دام أن كثيرين من عرب ومن غير عرب يريدون من الشعب الفلسطيني أن يرضى بما تم حتى الآن؟! المشكلة هنا أن المعروض على الفلسطينيين يتغير ويتناقض بتغير حكومات اسرائيل أو حكومات الولايات المتحدة الأمريكية أو كليهما. ليس على حركة فتح أن تتغير بحجّة تغير الظروف وقلّة الأصدقاء وضعف الحليف، وليس على فتح أن تجامل على ثوابتها وأهدافها، وإن فعلت ذلك فإنها ستخسر هويتها وجمهورها وتضيع أهدافها.
وأخيراً لماذا على فتح أن تتغير في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة الحزبية وهناك تعديد في الوراثة او وجود البديل او طرح الخيارات الكثيرة، ليس على فتح انت تتبدل او تبدل او تتغير او تغير. فتح انطلقت لتعبّر عن "الطلقة الشجاعة" ولتظل كذلك، لأنه بدون ذلك فإن فتح تغرق في بحر من الضباب والحيرة، وسنغرق معها.
لماذا يتذمرون في حركه فتح كثيرا؟!
السؤال السابق له ما يبرره جدا، ذلك ان الشكوى والتذمر وعدم الرضى هو ما يميز كثيرا من أبناء الحركة العظيمة الآن، وتدور الشكوى عادةً حول تراجع دور الحركة وضعف ادائها وعدم قدرتها على الرد وتقديم الاجابات وكذلك حول عدم التكافؤ في الفرص والمساواة في المنافع ومظاهر التزلف والتسلق وطغيان ثقافة اخرى غير تلك التي دعت اليها الحركة ايام عنفوانها. امّا التذمر الاكبر فهو يتعلق باستبعاد الحركة من الحيز العام كله بسبب قوة التنظيمات الاجتماعية أو بسبب الخضوع لما يسمى بالحوكمة أو القانون الدولي أو الممولين أو اشتراطات السلطة الوطنية أو تدخل الضغوط الغربية أو ما تقتضيه المصلحة العامة المرتبطة بالالتزامات الدولية والثنائية، هذا يعني أن حركة فتح تفقد زخمها الثوري لصالح الواقع الجديد، وتغادر أمكنتها المعتادة من أجل التغيرات العميقة الحاصلة في السلطة الوطنية والمجتمع المتغير بسرعة شديدة. هل تسبق حركة التاريخ حركة فتح؟! وهل تتجاوز الجماهير ومتطلباتها ووعيها، حركة فتح التي ولدت في الستينات من القرن الماضي؟! قد يكون هذا صحيحاً وإذا كان صحيحاً فإن على الحركة أن تجدد انبعاثها وروحها ومضامينها وولادتها. لا بد لهذه الحركة العظيمة أن تقوم من جديد، حتى تظل فاعلة ومؤثرة في حركة التاريخ وفي مسيرة التحرر. يتذمرون في حركة فتح لشعورهم بعدم القدرة على الفعل ولشعورهم بأنهم محيّدون، فيما يُتْرَك الميدان لغيرهم. ويتذمرون في حركة فتح لإحساسهم بالغربة، ولإحساسهم بأن الزمن تجاوزهم، وأن الحركة تتحول إلى معرض تجاري فيه كل ما يريد المرء أو يتمنى الا ما يجب أن يعمل من أجل شرائه. يتذمرون لأنهم يرون النتائج ويرون تهاوي الأحلام وتساقط الشعارات وتبدل الجبهات والأصدقاء والحلفاء. التذمر كان مسئولا عن هزيمة 2006 في الانتخابات، وهو ذاته المسئول عن "أزمات" حركة فتح الفكرية والتنظيمية، وهو المسئول أيضاً بشكل أو بآخر عن نزاعات انشقاقية وانفلات هنا وهناك. ولا يمكن لهذا التذمر وهذه الشكوى أن يكون لهما نهاية دون إزالة الأسباب، وإزالة الأسباب تقودنا إلى استعادة فتح مرة أخرى أو اعادة انتاج فتح على مقاس اللحظة المعيشة .. هذا يعني إما فتح جديدة أو فتح جديدة أخرى. ولأن التاريخ لا يعود إلى الوراء، فإن التحدي الآن كبير جداً. فاستعادة فتح يعني استعادة تعريف الأوضاع من جديد، وتجديداً للحركة الوطنية، بل للوطنية الفلسطينية.
هل يمكن لفتح أن تبدأ من جديد؟!
يمكن لفتح أن تبدأ من جديد، فهي رغم انها تشكل المظلة الحامية والراعية والداعمة للسلطة الوطنية، والتي تقود المجتمع الفلسطيني في معظمه فعلياً، وهي التي تمثل التيار العريض من الجمهور، ولكنها في الوقت ذاته تستطيع أن تنأى بنفسها من جديد، وأن تبدأ مسلكاً جديدا مختلفا، ذلك أنها لم تفعل ما يلي:
تستطيع حركة فتح أن تقول إنها لم تعترف بإسرائيل، لا في اعلاناتها ولا بياناتها ولا مواقفها ولا أدبياتها.
حتى م.ت.ف لم تغير ميثاقها رغم التصويت الذي جرى عام 1996 أمام بيل كلينتون، فهو كان مجرد تصويت ولم يتم تثبيته في الميثاق مكتوباً. وكان التصويت فيه نوع من الاستعراضية أكثر ما كان جلسة قانونية للمجلس الوطني.
لم يتم تحقيق أي من البنود التي تم الاتفاق عليها في أوسلو، وعملت اسرائيل على نقضه منذ عام 1996 وحتى اليوم.
اسرائيل تسعى إلى تأبيد الاحتلال من خلال فرض التسوية مع الاقليم العربي ومن يقبل من الفلسطينيين، وفتح ما زالت صامدة وثابتة.
تصاعد القمع والإهانة والتضييق والحصار المالي والسياسي على الشعب الفلسطيني ومحاولة تفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، ومحاولة تفكيك السلطة الوطنية من الداخل أيضاً، ورغم هذه الأثمان ما زالت فتح قائدة.
لهذه الأسباب مجتمعة فإن حركة فتح يعوّل عليها ان تعيد نفسها من جديد بحيث تربط سياساتها وأداءها بطبيعة السياسات الاسرائيلية الاحتلالية على الأرض. وهذا له أثمان وتبعات سياسية وأمنية متعددة على حركة فتح أن تأخذها بعين الاعتبار. ما اقصده في كلامي هذا ان لا تظل حركة فتح تقدم حساباً مفتوحاً من الرضى والقبول للأوضاء الاجراءات التي تفرضها اسرائيل في الميدان. ان المقاومة الشعبية - بهذا المفهوم – هي التي تستعيد العافية والوحدة وتقضي على الترهل والانتهازية وسلوكيات التسلق والاستعراض.
تستطيع حركة فتح وتقدر أن تتحول إلى جسم مؤثر وقوي الحضور عندما تأخذ الموقف الذي يجب أن تأخذه عند كل اجراء احتلالي تجاه الشعب او تجاه الأرض او تجاه السلطة. ان مثل هذا الوضع الجديد الذي يمكن لحركة فتح ان تقوم به يستدعي عددا من الاجراءات الميدانية التي تستعيد الحركة فيها عافيتها وتاريخها وشعبيتها الكاسحة. لا بد لحركة فتح من استعادة مضامينها القديمة التي جمعت الشعب عليها وليس ما يجري الآن حيث تتعدد المصالح والأجندات للأسف.
استعادة روح فتح .. استعادة رح الفهد:
ان ما سبق من كلام يستدعي أولاً على ما يلي:
التحلي بالشجاعة الأدبية والثورية للاعتراف بأنه لا بد من بداية جديدة ومختلفة لاستعادة حركة فتح الثورية والمناضلة والقادرة على الرد والمواجهة وليس تلك التي اعتقد البعض أنها حركة لاقتسام الغنائم بعد النزول عن الجبل. التحلي بالشجاعة الثورية يعني القول أن على حركة فتح الابتعاد كثيرا أو قليلا عن السلطة من اجل استعادة الحرية، فالسلطة الوطنية ليست الهدف بالتأكيد، هي مجرد وسيلة لتحقيق هدف، وبالتالي فإن تحويل السلطة الى طوطم لا يمكن لمسه أو تغييره فهذا يؤثر جداً على مكانة ومكان حركة فتح.
ومن أجل ذلك، فلا بد من العمل على إجراء مراجعات فكرية وتنظيمية من أصغر خلية الى اكبرها من اجل معرفة مكان الخلل، وان تكون نتائج هذه المراجعات سريعة وأن توضع الاستخلاصات بيد صانع أو صناع القرار في حركة فتح.
وهذا يستدعي أيضا وقبل الذهاب للمؤتمر الثامن ليس فقط ترتيب البيت الفتحاوي من خلال المراجعات والمصارحات وربما الإقالات أو الاستقالات، ولكن أيضاً بالتوجه إلى الجمهور الفلسطيني والانغماس الحقيقي والعميق في مشاكله من منطلق القدرة على الحل والقدرة على المشاركة، لان المجتمع الفلسطيني – ان ترك في هذه الحالة – فسيرفض الحالة الثورية كلها وينطلق باتجاه الحضن الاسرائيلي من منطلق الحماية والانتقام.
وقبل الذهاب الى المؤتمر الثامن يمكن لحركة فتح ان تستكمل المجلس الثوري بالأعضاء الواجب ادخالهم الى المجلس، والمجلس الثوري يجب ان يعطى ما يحتاج وما يريد من قدرة على التأثير ليس في صنع القرار وكما التهيئة له وتنفيذه ايضاً. المجلس الثوري ليس للاستعراض أو الوجاهة أو الترضية أو التوازن الجغرافي وانما لتحويل الحركة الى أتون للفعل والمواجهة.
كما يجب استكمال النقص في الخلية الاولى، حيث هناك (3) أماكن شاغرة، ولا بد من استكمالها بشخصيات جامعة قادرة وفاعلة وذات تأثير وأثر، وهي موجودة ومجربة ولها حضورها.
ان المؤتمر الثامن – ان لم يعد له جيداً من حيث نوعية المشاركين وعددها وتمثيلها – فإنه قد يتحول إلى مفترق طرق فاصل بين نوعين من حركة فتح العظيمة. ما أريده وما أقصده هنا أن الوصول الى المؤتمر بمثابة اعلان عن ميلاد وانبعاث جديد لحركة عظيمة تعرف انها لم تحقق اهدافها حتى اليوم، وعليها ان تفعل ذلك بإذن الله.
ان انعقاد المؤتمر الثامن مهم وضروري، ولكن قبل ذلك فان من رأيي ان تقوم حركة فتح بالذات بإعلان ما أسميه حالة طوارئ مجتمعية تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي وضبط الإيقاع كله، وذلك ان ترميم المجتمع ومنع تحلله او تفكيكه هي خطوة أساسية لعافية حركة فتح واستمرارها، وأهم من عقد المؤتمر، الشعب هو الأساس وفتح ملك الشعب الفلسطيني.
وأخيرا وليس آخرا، فإن ما ذكر آنفاً انما هو مجرد قراءة للواقع تحتمل الصواب والخطأ، ويمكن أن تشكل مقترحاً آخر قابلا للنقاش والدرس للوصول إلى أفضل الاقتراحات حرصاُ على حركة عظيمة ما تزال تعد بالكثير. وكلما شعرنا بحالة من الضعف فلا نجد امامنا بعد الله سوى أن ننادي حركة فتح لأن تنهض وتحسم وتصوّب المسار.