الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قد يبدو العنوان مباشرا زيادة عن اللزوم . لكن نفتالي بينيت اخذ فرصته كاملة ولم يعد لديه ما يقدّمه للمنطقة والاقليم . وقد انكشف بسرعة امام الجمهور المحلي والدولي وان غايته الوحيدة هي البقاء في الحكم مع شبكة امان سياسي ، وشبكة ترويج اعلامي لا تملك الكثير لتباهي به .
حتى الجمهور الاسرائيلي لم ينتخب نفتالي بينيت إطلاقا ، ولم يصدّقه ولم يمنحه الثقة . وانما قفز الى الحكم بسبب كراهية الجمهور لبنيامين نتانياهو والاعيبه وفساده وعائلته التي تتصرف مثل عائلات العالم السفلي .
نفتالي بينيت بلا حزب قوي . وبلا أفكار مقبولة ، وبلا خطة سياسية ، وبلا حلول عسكرية أو امنية أو ادارية أو خطة تتعلق بفيروس كورونا . هو مجرد عبء على ظهر المنطقة وانجازه الوحيد طوال هذه الفترة أنه ذهب مثل اي سائح اسرائيلي والتقط صورا لنفسه في الامارات . حتى المغرب لم يذهب اليها هو . وانما بيني غانتس ذهب اليها .
الاقليم كله يتحوّل الى حقل ألغام قد ينفجر لاي سبب . والصراعات تحتدم في وقت لم يعد هناك من ينتصر في اي حرب . من ايران الى اليمن الى سوريا الى لبنان الى فلسطين الى العراق الى ليبيا الى السودان وهكذا .
ونفتالي بينيت يكرر من سبقوه في كل سلوكياتهم . لم يأت بفكرة جديدة ، ولا برؤية محددة ، ولا بأدوات جديدة . وهمّه الوحيد أن يسترضي المستوطنين .
وحتى في مسألة استرضاء المستوطنين فهو مخطيء ايضا . لانه مهما فعل لن يقدّم للاستيطان ما قدّمه اسحق رابين وقتلوه . ومهما أنجز نفتالي بينيت لن ينجز للمستوطنات ما قدمه ارئيل شارون ورفعوا صورته بلباس الضباط النازيين .
لماذا ؟
لان الاستيطان وحش وبزنس لا يمكن ارضاءه مهما فعل المسؤول . وفي اقرب فرصة سوف يحرق المستوطنون صور نفتالي بينيت وسوف يترك الحكم وهو لم يفهم تاريخ هذه المنطقة أبدا .
كثيرون قد يرغبون في اسقاط نفتالي بينيت . لكن الفلسطينيين وحدهم قادرون على فعل ذلك بسهولة مهما صرخ ومهما قال .