الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
مع نهاية العام 2021 تكون اسرائيل قد دخلت كلها في مرحلة الابرتهايد، والتمييز العنصري. سياسيا وبرلمانيا وقضائيا وفي البلديات وسوق العمل والتوظيف والامن. وحتى في الرياضة والسياحة والفنادق وتأجير الشقق، وشبكات الطرق والقطارات والمطارات. اسرائيل غرقت بكاملها في مستنقع التمييز العنصري ولا أمل في انقاذ اي جزء فيها من المصير المحتوم .
حين قامت طائفة استعمارية من اليهود باعلان قيام اسرائيل كانوا يطمحون لحكم ذاتي لليهود فقط يحميه الاستعمار والسبب الوحيد حينها كان الخوف من مذابح جديدة ضد اليهود في عواصم اوروبا (وليس في العواصم العربية او الاسلامية) .
وقد فقدوا السيطرة على الفكرة. وسحبتهم جاذبية العنصرية الى قاع الظلام المطبق. فتحولت من جزيرة نجاة ليهود اوروبا الى منطقة وباء تنشر فيروسات العنصرية والكراهية في كل العالم .
وانا اصدق ان الصهيونية تقف وراء تأزيم العلاقات بين روسيا واوكرانيا لتقع الحرب ونتيجتها المحتومة ان روسيا سوف تحتل اوكرانيا في ساعات. فتسارع الحركة الصهيونية لتهجير مئات الاف اليهود من اوكرانيا الى فلسطين. بعد ان اصبحت اوكرانيا خزّان تجميع ديموغرافي ليهود اوروبا، سوف يصار الى تصريفه في مستوطنات الضفة والجولان السورية المحتلة .
عقل اسرائيل المريض بالعنصرية وكراهية الآخرين. يقودها للاعتقاد ان مشكلة اسرائيل الاساسية في عدد السكان. وان المزيد من تهجير الطوائف الاوروبية والافريقية والبرازيلية سوف يحل لهم المعضلة .
ان مشكلة اسرائيل لم ولن تكون في عدد السكان. وانما في العنصرية والكراهية .
فاليهود كاي طائفة أقلية ومهما صغر عددهم لا يتعرضون للأذى لانهم طائفة صغيرة. وقد عاشوا ويعيشون افضل حياة في ايران وفي جميع الدول العربية. وهم اقلية في امريكا لكنهم يعيشون المساواة في الحقوق والواجبات .
ان تهجير المزيد من القبائل والاعراق لتجنيدهم كاسرائيليين لم يحقق اوهام ثيودور هرتسل. كما ان تهجير المزيد لم يحقق احلام بن غوريون .
اسرائيل لا تحتاج الى المزيد من اليهود. بل تحتاج للمزيد من الاخلاق والى المزيد من العقل .