الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
معظم المنجمين اللبنانيين والعرب يتحدثون منذ سنوات عن احداث قد تقع وقد لا تقع ابدا في فلسطين. يتحدثون وهم يغمضون عيونهم عن المقاومة وعن الحروب والانفجارات والتغييرات الكبيرة . وأحيانا يتحدثون عن تغييرات دراماتيكية في القيادة ويذكرون أسماء محددة !.
السبب في ذلك أن فلسطين صارت حاضرة في الوعي وفي اللاوعي عند جميع سكان المعمورة. وفي كل مكان وفي كل دولة ومع كل وسيلة اعلام ترى فلسطين حاضرة وتحت عنوان واحد لا خلاف عليه : شيء كبير سوف يحدث وتتغير الأحوال كلها .
وهذا منطق سليم للمتابعة.. فالحال الراهن لا يعجب أحد ، ولا يقبل أي انسان ان يستمر الاحتلال العنصري في جرائمه اليومية . فترى الناس يتدافعون لاستشراف المستقبل بالوسائل العلمية، والسياسية ، والعسكرية ، وحتى من خلال التنجيم .
ولكن الجميع يتفق على ضرورة ان لا يستمر الواقع على هذا الحال لسنوات أخرى .
حين ترى منجمين ومنجمات يتسابقون للحديث عن قوى الطبيعة ، والقوى الخارقة ، وحتى الانفجارات النووية وتغير القيادات . انما هم يحملون في اللاوعي فكرة الثورة والتغيير وعدم قبول الواقع كما هو .
دأب قادة الصهاينة على الاستعانة بالمنجمين ، واشهرهم اسحق رابين وارئيل شارون وتم ذكر أسماء المنجمات في الصحافة العبرية . بل وفي العام 1967 لجأ قادة إسرائيل من الحاخامات الى استخدام السحر واللعنات والدعاء بالموت ضد الزعيم جمال عبد الناصر . وهكذا فعلوا ضد ياسر عرفات في 2002 واستحضروا جلد الخنزير وفعلوا طقوسا تتعلق باللعنات والسحر الأسود ضد الفلسطينيين .
اذا لاحظ المراقبون ان المواطن في الشارع ، والوزراء ورجال الاعمال مع المنجمين متفقون على ضرورة التغيير ، وحتمية صيرورته .
قلت في برنامج تلفزيون راس السنة ان الطبيعة حين تقاتل معنا سوف ننتصر . حين تقاتل الأرض معنا وتقاتل السماء معنا ، والامطار والأشجار ، والانهار والبحار ، معنى ذلك ان الله يقاتل معنا .
ليس مهما اذا كنت تثق بالمنجمين أو تعتبرهم فقرة من فقرات التسلية فقط . لكن يلفت الانتباه أن الجميع يريد لهذا الواقع ان ينقلب وبكل قوة لصالح الفلسطينيين .
إسرائيل زمان وسوف ينقضي . فلسطين مكان وسوف تبقى .
فالأمر لا يحتاج الى مفاوضات . بل يحتاج الى ثقافة والى قناعات راسخة .