الأحد: 19/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

ورحل الكريم "ابو كريم"

نشر بتاريخ: 05/01/2022 ( آخر تحديث: 05/01/2022 الساعة: 17:08 )

الكاتب:

بقلم: خالد جميل مسمار

منذ أسبوع وأنا امنّي النفس وأشحذها للاتصال بالحبيب سامي سرحان "ابو كريم".. وصورته لم تفارق مخيّلتي، لكن الانشغال بأمور شتّى كان يحجزني عن الاتصال به فيتمّ التأجيل الى ان جاءني النبأ الحزين من رفيق دربنا في الاذاعة والاعلام والزمالة الطويلة في حركة "فتح" أخي وصديقي نبيل عمرو ينعى رفيق دربنا العزيز سامي.

ولُمتُ نفسي كثيرا.. لماذا ايتها النفس تراخيتي بالاتصال به.. فتعاقبيني بفقدانه؟!

تأتي فجيعتي برحيله بعد أيام قليلة من رحيل الشاعر المقاتل صاحب الصوت الهادر خالد ابو خالد، وبعد رحيل الكاتب المخضرم حسن البطل وكذلك أول محافظ لغزة المناضل القائد محمد القدوة "ابو مجدي".

ضربات متلاحقة، فقدت من خلالها أعز الناس..

ناهيك عمّا يلاقيه شعبنا الصامد المرابط من تنكيل وقتل وتدمير من قبل سلطات الاحتلال المجرمة ضد الارض والشجر والحجر والبشر.

مات ابو مجدي في القاهرة ولم أودعه!

مات حسن البطل في رام الله ولم أودعه!

مات خالد ابو خالد في دمشق ولم أودعه!

ويموت سامي سرحان في رام الله ولا استطيع توديعه.

سامي لمن لا يعرفه.. انسان بسيط.. فلاّح كريم.. صاحب خلق عظيم مقتديا برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، متدين، هادىء.. خجول، يحمرّ وجهه من الخجل اذا مدحته، متواضع خدوم لا يتوانى عن تقديم المساعدة والمساندة لمن يطلبها.. بعيد عن كل الشهوات والمناصب، نظيف اليد والفرج.. تأتيه المناصب وحدها دون ان يطلبها..

أول مرة التقيته كانت في اذاعة الثورة الفلسطينية التي كانت تبث من درعا في بداية السبعينات وتوأمه الذي لا يفارقه "نمر اسماعيل" الذي هو حاليا سفيرنا في كوريا الشمالية.

قدم سامي من اقليم بوغوسلافيا ملتحقا بالعمل الفدائي ليكون مقاتلا في صفوف "فتح" قوات العاصفة وساقه قدره عندما أعجب به الراحل العزيز احمد عبد الرحمن الذي كان مسؤول الاذاعة في درعا ليكون مسؤول الاخبار في الاذاعة ويساعده نمر اسماعيل..

كان يسهر الليل هو ونمر لإعداد نشرة الاخبار الصباحية.. التي كان يكتبها بخط يده المرتّب الجميل الذي يذكّرني بخط مسؤولنا الاول في الاذاعة فؤاد ياسين "ابو صخر" والذي كنا كمذيعين نتسابق على قراءة ما يكتب انا ويحيى العمري وعبد الشكور التوتنجي وبركات زلوم ونبيل عمرو وعارف سليم.

ينام سامي ليلته في درعا متأخرا ويترك لي نشرة الاخبار تحت وسادته، فآخذها بهدوء حتى لا أوقظه بعد سهر الليل الطويل.

سيرته عطرة.. واسألوا كل من يعرفه في الاذاعة وفي القوات..

عاش بهدوء.. وعمل بهدوء.. ولم يهتم بالظهور عبر وسائل الاعلام بالرغم من قدرته الفائقة على التحليل، ورحل بهدوء..

عزائي الى الأخت الفاضلة ام كريم ولابنائه رولا وكريم وميساء..

عزائي لكل من عايشه وصادقه وزامله.. لاخي نبيل عمرو ولإخوتي الكرام حمد العزاوي ويحيى العمري وعطا خيري ويحيى رباح وتوأمه نمر اسماعيل ولروح صديقنا الكبير احمد عبد الرحمن..

الى جنات الخلد يا ابا كريم..

مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.