الكاتب:
د.دانييلا القرعان
من أكثر القضايا التي أثرت بالقضية الفلسطينية والمشهد الفلسطيني وكان لها الأثر الكبير على الشعب الفلسطيني وعائلاتهم هي قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وما يخشاه العدو الصهيوني أنه ومنذ اندلاع النكبة الفلسطينية عام 1948 دخل سجون الاحتلال أكثر من 25 % تقريبا من مجموع الشعب الفلسطيني أي ما يقارب الثلث، بما يزيد على 800 ألف مناضل/ة من الشعب الفلسطيني. أما عدد المرضى من الأسرى الفلسطينيين الذين ما زالوا في سجون الاحتلال نحو 600 أسير من بينهم مصابون بالسرطان وعددهم اربعة، ومنهم مصابون بأمراض بدرجات مختلفة وعددهم 14. وحسب دراسة قامت بها مؤسسات معنية بشؤون الأسرى بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول لعام 2021 قرابة 4600 بينهم 500 اسير اداري و34 أسيرة من النساء الفلسطينيات و160 قاصرا. هذه الدراسة كانت بنهاية عام 2021، لكن منذ بداية العام الماضي وحسب إحصائية نشرتها مؤسسات الاسرى وحقوق الانسان أن الاحتلال العدو الصهيوني أعتقل ما يقارب 8000 آلاف فلسطيني من بينهم 1300 قاصر، و 184 أمرأه وفتاة فلسطينية، وطال الاعتقال الإداري دون محاكمة ودون تهمة 1595 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال. هذا يثبت لنا أن الاعتقالات والملاحقات التي تتم دون تهمة وارتكاب ذنب هي احدى سياسات الاحتلال الاسرائيلي وهي سياسة باتت معتمدة لدى حكومة الصهاينة في الحرب القاتلة على الشعب الفلسطيني.
نجاح أسرى نفق الحرية في كسر القيد بأنفسهم زاد من إصرار حكومة الاحتلال على التضييق وتجاهل ما يعانيه الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين وزاد من الانتقام عليهم وخضوعهم لأبشع معاملة قد يتعرض لها أي اسير لدى أي سجن في العالم. وفرارهم يجسد قصة كفاح أسري معتقلين في أشد السجون تحصينا، وكذلك قصة إصرار وكفاح ومقاومة للأسير هشام أبو هواش ومعركة خاضها مع أمعائه قبل ان يخضوها مع الاحتلال، حيث تم اعتقاله دون تهمة او ذنب او محاكمة واعتقل إداريا، وتدهورت حالته لكنه ما يزال يقاوم احتلال بأكمله، وغيره الكثير وهم أمثلة حية وواضحة لقصص نجاح ومعاناة من يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، وذلك دفع بأن تكون قضية الاسرى الفلسطينيين مجددا على الواجهة وتعتلي أهم القضايا في الشارع الفلسطيني، وتكون المحرك الأساسي لتنفيذ عمليات فدائية دفاعا عن الاسرى المطالبين بالحرية.
من المعقول أن يحمل لنا العام الجديد 2022 توقعات مهمة فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، ومنذ عقود وهم يقبعون في سجون العدو الصهيوني، وما يؤكد لنا أن هذا العام سيكون عام مصيري للأسرى والمعتقلين هو تزايد التوتر في نبض الشارع الفلسطيني وسياسة التجاهل التي تتبعها حكومة الاحتلال، وكثافة التهديدات الخارجة من المقاومة، وعدم استقرار حكومي داخل كيان الاحتلال، ومن جهته بات الكثير من الاسرى يرتقبون الافراج عنهم، كل ذلك يجعل الاحداث والأمور ملتهبة مجددا ويمكن ان نعود للمواجهة ما بين المقاومة والعدو الصهيوني الذي سينتج عنه كوارث حقيقية للطرفين، لذلك نأمل ان يكون هذا العام عام الافراج عن الاسر الفلسطينيين الذين يقبعون منذ فنترة طويلة في سجون الاحتلال دون تهم تنسب لهم او محاكمات عادلة.
العائق الأبرز أمام اتفاق تبادل هو التداعيات التي يخشاها الاحتلال على حكومته، وعجز حكومة الاحتلال على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الاسرى. تعددت الوسائل النضالية والمعارك وأساليب الدفاع عن الاسرى في سجون الاحتلال واتخذت اشكالا متنوعة من خلال قهر السجان، وإجهاض سياسة الاذلال التي تهدف الى كسر عزيمتهم وارادتهم، وكذلك سلاح الاضراب عن الطعام معركة الأمعاء الخاوية. ونأمل ان يكون العام الجديد هو عام الاسرى الفلسطينيين وتحريرهم من سجون الاحتلال.