الكاتب:
معتز خليل
هل من الممكن القول بأن وجود خلافات سياسية في أي فصيل هو ظاهرة صحية؟
ألا يمكن القول ايضا بان كل فصيل حر فيا يذهب إليه ....هنا ومن خلال منبر معا أوضح بعض النقاط الدقيقة المتعلقة بحركة حماس ، خاصة مع هذه الاسئلة التي تتطرق إلى ذهني وأنا أتابع حديث السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخير عبر قناة الجزيرة، وهو الحوار تاذي كان صريحا وتطرق فيه هنية إلى الكثير من القضايا الجدلية والمهمة على كافة الأصعدة.
ونفى السيد هنية أي حديث عن وجود خلافات سياسية مع أي فرد من حماس، ولكم يخجل عند التصريح باسم السيد خالد مشعل رئيس مكتب حماس في الخارج، مشيرا إلى أن العلاقة بين الاثنين متميزة ومستقرة.
في ذات الوقت نشرت صحيفة تايمز اللندنية تقريرا عن تداعيات الخلاف بين إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وخالد مشعل رئيس مكتب الحركة بالخارج، ونقل موقع بيروت أوبزرفر عن مصدر فلسطيني مسؤول قوله أن الأزمة بين الاثنين عادت من جديد بسبب اعتراض مشعل على انضمام بعض من أعضاء الحركة إلى مكاتبها السياسية، خاصة الممثلين الآخرين عن الجناح العسكري في الأمن العام لمجلس الشورى العام للحركة. وبات من الواضح أن الطرفين لديهما أقوال جازمة وغير مستعدين لتقديم تنازلات في هذا الموضوع.
اللافت أن هناك اقلاما عربية تطرقت لهذه القضية الجدلية التي اثارتها صحيقة التايمز، والكاتب الصحفي الإماراتي سالم الكتبي أيضا تطرق إلى هذه النقطة في موقع إيلاف الذي يصدر من لندن، وتشير تقارير إلى أنه وفي الأسابيع الماضية تحرك الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة لتعزيز مجلس شورى الحركة في القطاع، بصورة يمكن أن تدعم إسماعيل هنية سياسيا سواء الان أو مستقبلا.
بجانب هذا سببت التصريحات التي صدرت عن السيد محمود الزهار ، أحد كبار قيادات حركة حماس جدالا واسعا ، وهي التصريحات التي أدلى بها في الذكرى الثانية لاغتيال قاسم سليماني.
وتسبب مصطلح شواذ في جدال حاد بشأن هذه الكلمة ، حيث وصف السيد الزهار الجماهير السعيدة باغتيال قاسم سليماني بأنها مثل الشواذ لوصف أولئك الذين كانوا سعداء بالاغتيال.
اللافت أنه وفي احتفال آخر في غزة ، أشار إلى السعوديين بأنهم "عرب أغبياء سرق ترامب أموالهم"، وهي كلمة كانت معلنة .
غير أن قيادات من حركة حماس اشارت إلى أن هذه الأقوال تضر بصورة حماس وتضر بالحركة سواء على الصعيد السياسي أو الاستراتيجي.
وبعيدا عن كل هذا يجب الاعتراف بعدد من النقاط، أولها أن المقاومة وحركة حماس باتت تمثل رقما سياسيا مهما في الحراك الوطني الفلسطيني، وهي لا تحتاج مني أو من أي كاتب الاعتراف بهذه الحقيقة السياسية.
ثانيا أن التباين في أي فصيل سياسي ظاهرة صحية، بل وحتمية للارتقاء بالعمل السياسي للحركة بصورة خاصة وفلسطين بصورة عامة.
ثالثا من الطبيعي أن يوجد خلافات وتباين في أي مكان وموقع، ويجب استغلال ذلك من اجل تحقيق المكاسب بإثراء نقاش سياسي مهم مفاده أن للمقاومة حق، ولحماس أيضا حق في الحياه والحديث والإعلان عن رؤيتها في كثير من القضايا السياسية.
عموما بات من الواضح أن هناك اهتماما إعلاميا بهذه التطورات الداخلية في حماس ورصد إعلامي لها، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي لها.
وهذا الاهتمام سيتواصل ولم يتوقف مع قوة حركة حماس اللافت واعتراف العالم ودوائره السياسية به. حفظ الله فلسطين دوما.