الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواقع التواصل الإجتماعي إلى أين؟

نشر بتاريخ: 17/01/2022 ( آخر تحديث: 17/01/2022 الساعة: 11:04 )

الكاتب: ميساء جيوسي

يسير العالم بوتيرة تكنولوجية غير مسبوقة في كم ومدى ما تنتجه من أدوات مادية وبرمجيات رقمية ذكية أصبح من شبه المستحيل العيش دون الاعتماد عليها في المعاملات اليومية لبني البشر. برمجيات الكترونية مفيدة وغيرها قد لا يعود بذات الفائدة لكن وجودها يطرح تساؤلات كثيرة عن مدى تأثيرها على المجتمعات ونسيجها البنيوي. وهنا سنتطرق لمواقع التواصل الإجتماعي التي طال وسبق الحديث عنها من قبل العديد من المختصين كل في مجاله والكثير من متابعي هذا الشأن. فالموضوع ونقاشه ليس بالأمر الجديد لكن الجديد هو تطور ما يطلق عليه مصطلح المحتوى فيما يعرض على هذه المنصات حول العالم. وعلى وجه الخصوص ما يعرضه مستخدموا هذه المنصات في مجتمعاتنا العربية. وهنا لا أريد أن يفهم الطرح على أنه وجهة نظر، لكنه محاولة للفهم عجزت عن الوصول إليها. في جولة سريعة على أي من هذه المواقع ترى العجب العجاب، إحداهن تفتح بث مباشر خلال مشاجرة مع زوجها، وآخر يدعو المشاهدين لعمل إعجاب ليريهم غرفة نومه وزوجته، وأخرى تطبخ على سرير النوم وثالث يدعو لدين جديد، وأخرون ينبحون وغيرهم يظهرون بأشكال وأوضاع مخيفة أيا ما كانوا يقدمونه.

اليوم مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت مكونا هاما من حياتنا اليومية، حيث تشير الكثير من الدراسات التي تناولت عينات لمستخدمي هذه المنصات بأنها أصبحت تؤثر على توجهاتهم الشرائية وسلوكياتهم المجتمعية على صعيد الأسرة وبيئة العمل والمجتمع. وأصبحت تعكس الكثير مما يدور في المجتمعات عبر ما يقدمه الشباب والشابات من مقاطع فيديو وبث مباشر. لكن نسبة كبيرة جدا منها لا تقدم للمشاهد أي شيء غير مضيعة الوقت في غير مكانه بطريقة هدامة. لا يقف الموضوع على ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي بل يتجاوزه ليصل لما تقوم به الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية من تسليط الضوء على الرديء في كثير من الأحيان فيجد الشباب في ذلك الشخص وما قدمه فرصة للمال والشهرة وما قد يترتب على ذلك من تقديم أي شي وكل شيء لهثا خلف حمى الـ like and share. من غير الموضوعي توقع أن يقدم كل من هم على هذه المنصات محتوى مفيد لكن أن يختفي عنصر الافادة بشكل شبه كامل وأن تصبح هذه المواقع أداة للتنمر وما يترتب عليه من مشاكل قد تصل لحد الانتحار كما شهدنا في أكثر من دولة عربية وفي أكثر من حادثة.

يطول الكلام في هذا الموضوع ويتشعب، صحيح بأنها قد مكنت الكثير من البشر التواصل بشكل أفضل فيما كان شبه مستحيل منذ عقد أو أقل في بلمسة على هاتف ذكي تجري اتصالا بالصوت والصورة مع من احبه لك حول العالم. تشارك في ندوات، تتعرف لثقافات جديدة وغيره الكثير، لكن من المهم جدا للوقوف مع الذات على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع وإلى حد سن القوانين المتعلقة بصون المجتمعات والأفراد مما قد يترتب على الاستخدام غير الواعي والموجع وغير السليم لهذه المواقع سرطانية الإنتشار.