السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القوى السياسية على المحك في انتخابات المرحلة الثانية للهيئات المحلية

نشر بتاريخ: 20/01/2022 ( آخر تحديث: 20/01/2022 الساعة: 12:12 )

الكاتب: باسم حدايدة

لم تكن نتائج انتخابات المرحلة الاولى للهيئات المحلية والتي عقدت في ديسمبر كانون الأول 2021 سهلة على القوى السياسية ولم تمر مرور الكرام، فإن نتائجها الصادمة التي أفضت إلى تراجع حضور ومشاركة القوى السياسية في الانتخابات المحلية الأخيرة، وحسب تقرير مؤسسة ريفورم حول الانتخابات المحلية المرحلة الأولى فإن القوى السياسية سجلت حضورا رمزيا على مستوى الفوز بإجمالي الأعضاء وذلك بنسبة 29٪ وعلى مستوى الهيئات المحلية بنسبة 26٪ ، وهي نتائج لا تليق بمستوى القوى السياسية في فلسطين ، بل وصل الأمر أن 5 قوى السياسية في منظمة التحرير لم تشارك أو لم يظهر حضورها في الانتخابات، حتى قوائم الائتلاف الانتخابية لم تحقق حضورا الا بنسبة 5٪، في المقابل فإن القوائم المستقلة والمجتمعية سجلت انتصارا فاق كل التوقعات بأكثر من 70٪ حسب تقرير ريفورم نتائج الانتخابات الرسمية.

القوى السياسية على المحك في هذه المرحله الثانية للانتخابات المحلية والتي تشمل البلديات الكبرى ذات الوزن الثقيل محليا وسياسيا، وكيف ستخرج من مأزق عنق الزجاجة الضيق وتثبت أنها تتمتع بالشعبية والجماهيرية، وحتى الآن لم تعلن سوى حركة فتح أنها ستخوض الانتخابات بقوائم فتحاوية، أما القوى السياسية الأخرى لم تعلن حتى الآن عن توجهها للانتخابات المحلية المرحلة الثانية ، حركة حماس بات معروفا استراتيجيتها فإنها لن تترك الساحة في الضفة الغربية فهي ستشارك ترشحا وانتخابات وهو ما ذكرته في مقالي حول سيناريوهات مشاركة حماس من البوابة الخلفية وهو ما حصل فعليا في المرحلة الأولى، أما الآن فهي تقف أمام البوابة وننتظر تطورات مشاركتها .

أن سيناريو المرحلة الاولى للانتخابات بالشكل والمضمون قد ينتقل إلى المرحلة الثانية للانتخابات بتقدم القوى والتشكيلات المستقلة على حساب الحضور السياسي مع الأخذ بعوامل أخرى أيضا مثل مشاركة حماس.

ستشمل المرحلة الثانية للانتخابات الهيئات المحلية 102 بلدية ومجلس قروي ، تشمل 62 بلدية مصنفة A,B،C مثل بلديات في المدن الكبرى مثل نابلس ، الخليل، وبيت لحم، رام الله، البيرة ، سلفيت ، جنين ،قلقيلقية ، طولكرم ، طوباس ،اريحا ، كما تشمل 40 مجلسا قرويا، حيث سيتم التنافس على 1265 عضوا .

للاسف الشديد لم تقرأ القوى السياسية المتغيرات المجتمعية والتوجهات الشبابيه وتطور ودور وسائل التواصل الاجتماعي والتقني فهي لاعب مؤثر أساسي في تغيير البنية المجتمعية والمشاركة السياسية، وللأسف لم تقرأ أيضا المؤشرات من ترشح أكثر من 25 قائمة مستقلة في الانتخابات التشريعية التي تم إلغائها .


ستبقى كافة القوى السياسية وكما وصفت " على المحك " إن لم تجد الاستراتيجية المناسبة لضمان وجودها واستمرار جماهيريتها ، وعليها أن تدرك طبيعية المتغيرات المجتمعية والتفاعل في الساحة الفلسطينية .

ولكن السؤال الذي يطرح ومحل الاهتمام هل ستخرج القوى السياسية في الانتخابات المحلية المرحلة الثانية بشكل ورؤية جديدة ،وهل ستعزيز من مكانتها على الساحة الفلسطينية، الايام القادمة ستكشف الأمور وان كانت المؤشرات الأولية لا تدل على شيء.