الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قامت منظمة التحرير الفلسطينية على الاختلاف. كان أساسها الاختلاف، والتباين، والتنافر. ولم تقم ولم تكن ولا تكون الا هكذا.
لو كان أساسها الاتفاق، لصارت تنظيما وليست منظمة. وحتى التنظيم الواحد صار فيه اختلافات كبيرة وتيارات وقوى ومراكز قرار وتوازنات.
في السادس من شباط القادم يجتمع في رام الله المجلس المركزي للمنظمة بعضوية 42 جرى الاتفاق عليهم بالتصفيق في المجلس الوطني الأخير. وهم ممثلون عن التيارات والنقابات والتنظيمات المختلفة.
وقد بدأ اختلاف الفصائل على عقد المجلس المركزي المزمع قبل معرفة جدول اعماله.
وما يحتل صدارة الاخبار هذه الأيام، عنوانان لا يهمان الشعب الفلسطيني أصلا. العنوان الأول توزيع المناصب في المنظمة ورئاسة المجلس الوطني بين قادة فتح وأعضاء لجنتها المركزية\ والعنوان الثاني حوارات دمشق والجزائر لحسم من يشارك ومن لا يشارك!!
جدول الاعمال في المجلس المركزي القادم هو الأهم من هذين العنوانين. والقرارات التي يجب ان تصدر وتقرر مستقبل الشعب الفلسطيني. وليس من يجلس على هذا المقعد ومن لا يجلس.
لا شك ان منظمة التحرير فقدت السيطرة على نفسها في السنوات الأخيرة، ووهن عودها. وصارت مثل ملكة إنجلترا تملك ولا تحكم. ولكن هذا بسبب سوء الأداء، ونفور الكفاءات، وتعنّت الخصوم السياسيين.
وحال منظمة التحرير هذه الأيام مثل حال منظمة الصحة العالمية. قراراتها متأخرة ومرتبكة وتحت سيطرة شركات الادوية في الدول الغنية. تارة تضربنا اللقاح، وتارة تلبسنا الكمامة.
والفيروس في كل موجة يطوّر نفسه.
وفي كل مرة يفشل فيها اللقاح يخرجون علينا بشعار: تباعدوا.
فماذا سيخرج عن لقاء الفصائل والحوار الوطني؟ لقاح؟ ام كمامة؟ ام تباعدوا ؟