الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عذرا صديق المثقفين

نشر بتاريخ: 25/01/2022 ( آخر تحديث: 25/01/2022 الساعة: 12:45 )

الكاتب: شفيق التلولي

الرسم الكاريكاتيري واحد من الفنون البصرية التي تعالج الواقع ليس من باب السخرية كما يبدو للمتلقي، إنما من باب كشف المسكوت عنه عبر أشكال رمزية ودلالية، من هنا جاء ذلك الفن منذ القرن السادس عشر ليعري السلطة الدينية في أوروبا ويواجه الكنيسة وقتذاك، كذلك الحال امتدت فكرته وراجت في مختلف العصور إلى يومنا هذا.

في بلادنا ظهر رساموا الكاريكاتير لمقارعة الإستعمار والاحتلال بشتى أشكاله عبر مراحله المتعاقبة، وإبراز صورته الحقيقية، ولم يكن يوما موجها لغير الظلم والتعبير عن قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية، فكيف يخرج اليوم من بين هؤلاء ريشة تتجرأ على قائد شكل رمزا نضاليا للشعب الفلسطيني دفع حياته ثمنا لقضيته العادلة؟!

أليس الرئيس ياسر عرفات من ظل يردد: "عظمة هذه الثورة أنها ليست بندقية، فلو كانت بندقية فقط لكانت قاطعة طريق، ولكنها نظم شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومبضع جراح وإبرة لفتاة تخيط قميص فدائييها وزوجها" وبذلك القول جسد أنه "صديق المثقفين"، فهل يستحق أن تنال منه هذه الريشة؟!

ماذا لو كان الفنان الشهيد ناجي العلي على قيد الحياة ورأى هذا التطاول الكاريكاتيري على الرئيس الشهيد ياسر عرفات وعلى "حنظلة" كدال ارتبط بكل رسوماته للاشتباك مع الاحتلال وكل من يعادي الشعب الفلسطيني؟!

أي إهانة وفي عقر داره تلك التي لحقت بصديق المثقفين وحارس جدار الثقافة وراعي الإبداع من قضى على جمر الحلم الذي عبر عن صورته الملحمية أهل الأدب والفن من شعراء وسراد وفنانين وكل من خط بالدم لفلسطين؟!

أين ثقافتنا من سدنتها؟! هل بتنا بلا سياسات ثقافية توجه مسارنا الذي يحفظ هويتنا وإرثنا ورموزنا وروايتنا؟!

من ذا الذي أعد لذلك المعرض الذي أساء لرمز الثورة ومؤسس وبان الدولة؟

قبل أن نجيب على تساؤلاتنا تلك ونطلق الأحكام جزافا على الصورة التي وقفت عندها عدسات الإعلام وما رأت أعيننا، وجب التحقق من حيثيات وتداعيات وأبعاد ما جرى دون ردود أفعال، ووضع الأمور في نصابها القانوني والقيمي، ومن ورث الحلم حتما سينتصر لصديق المثقفين.