الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الزهد الأمريكي في الشرق الأوسط

نشر بتاريخ: 03/02/2022 ( آخر تحديث: 03/02/2022 الساعة: 11:11 )

الكاتب: جلال نشوان


قررت أمريكا العودة إلى الديار ، وملء الفراغ بتنصيب دولة الكيان الغاصب على الشرق الأوسط ، بسبب انشغالها في مجابهة الصين وروسيا ، لذا ، جاءت زيارة رئيس دولة الكيان الغاصب (هيرتسوغ ) إلى الإمارات قبل يومين في لعقد اتفاقيات أمنية وتسريع التطبيع وهنا نتساءل :
ما أهداف الزيارة ؟
ولماذا الان ؟
في الحقيقة :
يسعى الكيان الغاصب ، جاهداً ، بناء تحالفات جديدة في الإقليم ، وفق الإستراتيجية الأمريكية ، وهي صياغة وضع الإقليم من جديد ، وعقد اتفاقيات أمنية ، وتهيئة المناخ السياسي للكيان ، للعب( دور الشرطي) في المنطقة ، وعلى الجميع أن يقدم ولاء الطاعة ، وكل ذلك يحدث ليحل الكيان محل الوجود الأمريكي ، بسبب انشغال الولايات المتحدة الأمريكية مجابهة الصين وروسيا
وسواء كان الهروب الأمريكي من أفغانستان أو باتفاق في الدوحة ، قررت أمريكا العودة إلى الديار والدليل على ذلك شرعت الولايات المتحدة الأمريكية ببناء تحالفات استراتيجية مع استراليا وبريطانيا ومد استراليا بغواصات نووية أمريكية وانهاء عقد شراء استراليا غواصات فرنسية ، ثم تخفيض قواتها في كل مناطق نفوذها يدل دلالة واضحة على تغيير الولايات المتحدة الأمريكية من استراتيجيتها في العالم كله
الزهد" الأمريكي في الشرق الأوسط ، كشف مجدداً عن جديةِ استراتيجية الانسحاب الأمريكي في الشرق الأوسط.
وعن أن الأولويات الأمريكية تقع في مكان آخر.
ولكن ملء الفراغ بتنصيب الكيان القوة الوحيدة في الإقليم ، لذا أمرت الدول العربية بالتطبيع مع الكيان ، بحجة التصدي للنفوذ الإيراني
لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية ، بغرس الخطر الايراني ، في العقل الخليجي ، وظل هذا الهاجس حاضرا في كل تفاصيل حياتهم ، ومن هذا المنطلق عقدت اتفاقيات استراييجية بين الإمارات والكيان
ونظراً إلى التفاني الأمريكي لأمن الكيان ، قد تفترض الدول الخليجية منطقياً أنّ إنشاء روابط مع الكيان سيساعدها على تحصين صلاتها الأمنية الخاصة بالولايات المتحدة. وسواء أكان عن وجه حق أم لا، ترى الدول الخليجية أنّ السياسة الخارجية الأمريكية حسّاسة بشكل مفرط إزاء المصالح والمخاوف الصهيونية وما تعلّمته الدول الخليجية أيضاً عن خبرة هو أنّ البروز كعدو ظاهري للكيان لم يساعد علاقتها بالولايات المتّحدة ولم يجعلها محبوبة في بعض الأوساط في المؤسّسة السياسية والدبلوماسية الأمريكية وعرقل استحواذها على معدّات وتكنولوجيا عسكرية متطوّرة
وغني عن التعريف أن دول الخليج العربي ، لا تعتبر دولة الكيان الغاصب عدوّةً أو تهديداً لإمنها واستقرارها بل تعتبر دولة إيرانية ، دولة توسّعية ، لها مطامع في الخليج
فالإمارات العربية المتّحدة تعتبر دولة الكيان الغاصب قوّة إقليمية جبّارة ومستعدة للجوء إلى تلك القوة لمواجهة الخصوم الإقليميين. بالتالي، تعتبر الامارات أن إنشاء تحالف رسمي مع دولة الكيان الغاصب منطقياً على المستوى الاستراتيجي.
وتبقى الحقيقة الراسخة التي لا جدال فيها وهي أن الشعب الفلسطيني وضع نصب عينيه ، كنس الإحتلال الغاصب وإقامة دولته على ترابه وعاصمتها القدس الشريف ، سواء بقيت الولايات المتحدة الأمريكية أو غادرت وسواء طبع المطبعون مع المحتل أو عقدوا اتفاقيات أمنية ، أو تحول التطبيع الي غرام سياسي ويبقى العمق الشعبي العربي هو المساند دوما للقضية الفلسطينية ، لأن فلسطين ستظل حاضرة في الوجدان العربي ،و التطبيع ، سيؤول إلى الفشل وليس كما يروج له الكيان الصهيوني و الأنظمة العربية والمثقفين المطبعين ،
و كما فشل التطبيع عبر تجارب سابقة مع الأنظمة العربية ، سيفشل مع الدول العربية التي تتسابق لتقديم أوراق اعتمادها لدى الكيان ، لأن الجماهير العربية أن تنسى ما اقترفه الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا ، من مجازر ومذابح يندى لها جبين الإنسانية