السبت: 18/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

اضبطوا الأسـعار فـ المواطن على حق

نشر بتاريخ: 05/02/2022 ( آخر تحديث: 05/02/2022 الساعة: 18:18 )

الكاتب: ربحي دولــة




في كل بلدان العـالم يكون هم المواطن فيها العيش حياة كريمة، فيما يتركزُ دور الحكومة المركزية في رسم السياسات الداخلية والخارجية للدولة والتي تحمل في طياتها تنظيم حياة المواطن وتوفير كل سُبل الراحة والعيش الكريم له.
نعم تختلف الظروف المعيشية من بلد الى آخر وأرى أن هذا الاختلاف مُرتبط بموارد تلك الدول وفي كيفية إدارة تلك الموارد وتسخيرها لخدمة مواطنيها.
واذا ما تحدثنا عن واقع الحياة في وطننا فلسطين فإننا نرى أن الوضع الاقتصادي في هذا البلد الواقع تحت الاحتلال يزداد سوءاً لارتباط الأسعار لكافة السلع بأسعار السوق الأسرائيلية، وهذا الارتباط غيرُ عادل للمواطن الفلسطيني، اذا ما قارنا دخل الفرد في مجتمعنا بدخل الفرد لدى دولة الاحتلال نرى فجوةً كبيرةً في الدخل بشكال أساسـي ونرى تشابه واضح في الأسعار .
يوما بعد يوم تزدادُ تلك الفجوة اتساعاً ومع اجتياح جائحة كورونا العالم وتبدل أولويات المواطنين من حيث عمليات الصرف لمواجهة هذه الجائحة والتي خلقت طبقة فقيرة جديدة أضافتها الى الطبقة الموجودة أصلاً الى ما قبلها، حيث قل الدخل بنسبة كبيرة بعد ما فقد الالاف من المواطنين مصدر رزقهم وتأثر قطاعات كبيرة وتكبدهم الخسائر الكبيرة.
جاءت هذه المتغيرات بارتفاع كبير على أسعار السلع المحلية او المستوردة نتيجة ارتفاع أسعار التكلفة عالمياً وارتفاع أجرة النقل على المواد المشحونة، كل هذا الارتفاع والغلاء لم تقابله الحكومة بخطوات لحماية المواطن من هذا التغول في الأسعار، بالإضافة الى محدودية الدخل والاجور المُنخفضة هناك الكثير ممن فقد مصدر رزقه نتيجة هذا الوباء الذي حل بالعالم أجمع.
نعم .. نُدرك تماماً بأن امكانيات السلطة الوطنية محدودة ومحدودة جداً وتتعرض لضغوطات كبيرة وعمليات قرصنة من قبل الاحتلال لإجبارها على القبول بما هو مطروح اسرائيلياً او أمريكيا، إلا أن هذا الشيء لا يعفي الحكومة من القيام بمسؤولياتها اتجاه المواطن والتي من وظائفها الرئيسة تعزيز صمود المواطن ، لكن ما يجري من ارتفاعات كبيرة في الأسعار يُثقل كاهل المواطن والذي لا يقدر على تحمل هذه الأعباء المُضافة الى أعباء الحياة التي يحملها المواطن نتيجة الاحتلال.
نُطالب الحكومة بالتدخل العاجل لتخفيف الحمل الثقيل عن المواطن من خلال تخفيف الضرائب على المنتوجات او الواردات وكذلك الضغط على المصانع الفلسطينية من أجل ضبط الأسعار ليتمكن الجميع من الحصول على حاجته ولتكن المواد الاساسية التي يحتاجها المواطن تخضع لتسهيلات كبيرة على الأقل ، لأن ارتفاع أسعار هذه المواد ستؤدي بنا الى ايجاد طبقة معدومة لا تقوى على توفير الحد الأدنى من مُتطلبات الحياة.
الحفاظ على حياة المواطن وقدرته على تحمل أعباء العيش تحت الاحتلال مسؤولية جماعية، حيث تقع على الحكومة المسؤولية الاكبر وعلى مؤسسات المجتمع المدني وكذلك القطاع الخاص الذي بدوره يجب أن يتحمل جزء من هذه المسؤولية ومن حق المواطن أن يُسمع صوته دائماً وبشكل عالي لكل هذه الجهات وعلى الجميع الاستماع إن أردنا مواطن قوي يستطيع مقاومة أعباء الحياة ومقاومة الاحتلال في نفس الوقت وبوتيرة عالية.
• كاتب وسياسـي